تراهن قناة السادسة على شهر رمضان المقبل من أجل الرفع من نسب مشاهدتها الضعيفة جدا قياسا بباقي قنوات القطب العمومي، حيث لا تتعدى 0.5 بالمائة، خصوصا مع توقف عملية تعميم مشاهدة القناة بالمساجد المغربية، هذا في الوقت الذي احتلت شقيقتها الإذاعية المرتبة الأولى في نسب الاستماع للإذاعات المغربية عمومية كانت أو خاصة وذلك بنسبة 25 بالمائة حسب ما أعلنت عنه شركة إبسوس خلال شهر أبريل الماضي. وعليه ستبث القناة مجموعة من البرامج الجديدة، حيث ستستعين بخدمات محمد الفايد في برنامج "نخل ورمان" بعدما ذاع صيته في الكثير من الإذاعات الخاصة والعمومية حول نصائحه في مجال التغذية وبرنامج "اجوبة الدين" الذي يتفاعل مع أسئلة المشاهدين ومسلسل "صدق وعده" في دراما اجتماعية وتاريخية والبرنامج الفكري "مفاهيم وقضايا" بالإضافة إلى نقل صلاة التراويح للإمام القزابري من مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء بالإضافة إلى برنامج بالفرنسية NOTICES SUR L'ISLAM يقدم أحكام ومبادئ الدين بشكل مبسط من تقديم أحد الفرنسيين الذي دخل إلى الإسلام. قناة محمد السادس للقرآن الكريم أنشأت كرد فعل على الأحداث الإرهابية بالدار البيضاء وبهدفين اثنين: تقديم منظور جديد للتعاطي مع المادة الدينية وفق المذهب المالكي ومحاربة التطرف من جهة، ومغربة الفرجة الدينية لوقف زحف قنوات الشرق على البيوت المغربية. لكنها لحد الىن لم تكسب الرهان بحيث تحظى قناة "إقرأ" أو "الناس" بنسبة مشاهدة كبيرة تضعها ضمن القنوات العشر الاجنبية الأكثر متابعة من طرف المغاربة. ويزيد من محدودية أداء القناة تداخل الاختصاصات بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والتلفزيون العمومي في تدبير شؤونها، لدرجة تبدو معها أقرب إلى مديرية بوزارة أحمد التوفيق منها إلى قناة بمنطق تلفزيوني خصوصا مع تزايد تحكم منسقية القنوات القرآنية بالوزارة واللجنة العلمية التابعة لها في إعداد البرامج، مما يفرز خطابا تلفزيونيا توجيهيا مؤطرا بمنظور محاصرة الحقل الديني أكثر منه خطابا تفاعليا مع الجمهور. كما تبدو القناة موضوعاتية حتى في الزمن. فشهر رمضان عادة ما يكون فرصة لإيقاظها من سباتها. لكن ما إن ينقضي هذا الشهر وينتهي عمر الفزابري من صلاة التراويح، حتى تصبح القناة نكرة.