يبدو أن خطوة المغرب سحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم تلقى الالتفاف و التفهم الكافي من الأممالمتحدة و مجموعة أصدقاء الصحراء بهاته الأخيرة. فمنذ الوهلة الأولى سارع مكتب الأمين العام إلى إعلان تمسك بان كي مون ب 'روس' و ثقته في المجهودات التي يبذلها في سبيل حلحلة قضية الصحراء المعقدة و المكلفة ماديا و تقنيا للمنظمة الأممية . قرار المغرب لم يقابل بأي تجاوب أمريكي يذكر رغم قيام وزير الخارجية سعد الدين العثماني بزيارة واشنطن من أجل تبليغها بالقرار، و هو ما يستشف من عدم تعليق الخارجية على الموضوع و الاكتفاء بتصريحات محتشمة لمسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية و التي تفيد ما يمكن تفسيره برغبة أمريكا في استمرار روس في مهمته . مصادر من الأممالمتحدة قالت بأنه تم إخبار المغرب بموقف بان كي مون و الذي يمكن تبريره بعدم توفر شخصية دبلوماسية من وزن كريستوفر روس و كذا عدم رغبة الاممالمتحدة للدخول لدوامة الفراغ التي سيخلفها التخلي عن روس و ما يعنيه ذلك من عودة المسار إلى نقطة الصفر التي يبدو أنه لم يبارحها طيلة الجولات الرسمية وغير الرسمية التي أشرف عليها الوسيط الأمريكي . صدى موقف الأمين العام للمتحدة تردد بسرعة في الرباط حيث عبر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في لقائه الأسبوعي مع الصحافة على هامش اجتماع مجلس الحكومة أن مطلب المغرب يتمثل في ضرورة توفر أي مبعوث على شروط الوساطة في حل النزاعات و التي لخصها مصطفى الخلفي في النزاهة و الحياد . تصريح الحكومة يقرأ دبلوماسيا أن المغرب لا يعترض على شخص كريستوفر روس أو غيره بقدر ما يؤكد على ضرورة اضطلاع أي وسيط أممي بدوره وفق ضوابط الحياد و التوازن و النزاهة.