طالبت الحكومة المغربية من الأممالمتحدة إنصاف المغرب في ملف الصحراء، وإعادة إحياء مسلسل المفاوضات، ودعت الحكومة إلى الإسراع بإنهاء مهام الوسيط الأممي المكلف بالملف وتعيين خلف له، في الوقت الذي تعقد اللجنة الرابعة بالأممالمتحدة يومه الجمعة اجتماعا لمناقشة القضية. وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، في تصريح صحفي، أن المغرب يطالب من الأممالمتحدة إنصافه في ملف الصحراء، وقال فيما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، «إن ملف الصحراء يوجد الآن في أيدي الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل إنصاف المملكة المغربية، وإعادة إحياء مسلسل المفاوضات بين أطراف النزاع». وأعرب المغرب عن قلقه من الفترة الطويلة التي يوجد فيها الملف في أيدي الأممالمتحدة دون التوصل إلى تسوية للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتأتي هذه الدعوة أسابيع فقط بعد تبليغ المغرب رسميا للأمين العام للأمم المتحدة قراره بسحب ثقته من مبعوثه الشخصي إلى المنطقة، كريستوفر روس، وعدم اتخاذ أي إجراء من طرف المسؤول الأممي للرد على مطلب المغرب المشروع. في الوقت الذي ستستعد فيه مجموعة أصدقاء الصحراء لتقديم توصية إلى الأمين العام لتلبية طلب المغرب بوضع حد لمهمة كريستوفر روس، وتعيين وسيط جديد لإحياء مسلسل المفاوضات بين الأطراف في أقرب الآجال. وأعرب المغرب، على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، أن قراره بسحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، لا يعني الخروج عن روح قرارات المنتظم الدولي، وإنما ذلك يعني إعادة تقييم شامل لتصحيح مسار المفاوضات. وينتظر أن تعقد مجموعة أصدقاء الصحراء التي تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا، الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، بالإضافة إلى إسبانيا، اجتماعا للتشاور بينها بخصوص هذه القضية، وبحث السبل الكفيلة بكسر حالة الجمود التي يعرفها المسلسل التفاوضي حول النزاع في الصحراء، وإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات. وأكدت مصادر عليمة أن المغرب، في حالة إنهاء مهام روس، يدفع في أن يتولى أحد الدبلوماسيين الأوربيين هذه المهمة، مع أن هذه الرغبة تصطدم برغبة واشنطن بتولي مهمة الوسيط الأممي من طرف أحد دبلوماسييها، خصوصا وأنه جرى الحديث عن احتمال اقتراح كاتب الدولة الأمريكي الأسبق كولن باول لهذه المهمة.