ربط محمد الأشعري، الوزير والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي، بين إحياء اليسار والمشاركة في الانتخابات المحلية باعتبارها محطة أساسية لبناء الديمقراطية في البلاد، مذكرا بمساهمة محمد جسوس، عالم الاجتماع والقيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي، في التأسيس الفكري لهذه النظرية بعد حسم الحزب خيار "النضال الديمقراطي" أواسط السبعينيات من القرن الماضي. الأشعري الذي كان يتحدث في حفل تكريم محمد جسوس يوم أمس الاثنين 17 يونيو 2013 بالرباط، أوضح أن إفساد الديمقراطية "من طرف البعض" بدأ بإفساد الانتخابات المحلية من خلال ضرب مبادئ النزاهة وحماية المال العام. داعيا إلى ضرورة مشاركة "اليسار" في الانتخابات المحلية المقبلة ل"إعطاء بديل للسياسة المبتذلة التي يحاول البعض ممارستها اليوم". كما أوضح الأشعري أنه "إذا كان قبول الحد الأدني في السياسة ضروريا لتحقيق الإصلاح، فإن الاستمرار دائما في القبول بهذا الحد الأدنى والرضوخ له يصبح عودة إلى الوراء وليس إصلاحا". ولم يتوجه الأشعري بدعوته هاته لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي غاب كاتبه الأول عن اللقاء، مفضلا الحديث عن "نهوض جديد لليسار". ومعلوم أن الأشعري سبق له أن عارض رفقة العربي عجول وعلي بوعبيد عددا من قرارات القيادة السابقة للحزب منذ استوزار إدريس لشكر سنة 2010 وتنصيب عبد الراضي رئيسا لمجلس النواب، وإلى غاية المؤتمر الأخير الذي أعلن هذا الثلاثي مقاطعته احتجاجا على طريقة تحضيره. وتميز حفل تكريم محمد جسوس من طرف "حلقة أصدقائه" باستعراض محطات من مسيرته الفكرية والسياسية، ركزت على أخلاقه العالية وزهده في أي مقابل لممارسته السياسة، إضافة إلى حرصه على الواقعية في بناء المواقف السياسية. وتحدث فتح الله ولعلو وعبد اللطيف جبرو ومحمد الأشعري، في كلماتهم في حق جسوس، عن مجهوداته الفكرية والسياسية لفهم الواقع وممارسة السياسة بناء على مقتضيات هذه الواقع وليس فقط على أساس الشعارات. خاصين بالذكر تجربته في مجال الديمقراطية المحلية من خلال مشاركته في تسيير المجلس البلدي لمدينة الرباط، ودوره في إعادة تأهيل أحياء عشوائية بالمدينة في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي.