تدشين بنكيران عبد الإله رئيس الحكومة امس بمراكش لأكبر قصر مؤتمرات "موكادور" في شمال افريقيا لصاحبه الملياردير ميلود الشعبي اغبطه كثيرا، وجعله يرقص على إيقاعات مغربية لفرق كانت تستقبل الضيوف. بنكيران كان سعيدا بهذا المشروع لانه يشكل دعما كبيرا لحكومته في هذه المرحلة الدقيقة من عمرها، خاصة مع قرار حزب الاستقلال الانسحاب منها مع وقف التنفيذ، ثم في ظل ازمة خانقة يعيشها الاقتصاد المغربي جعلت رجال الاعمال "يتهربون" او "يوقفون" كل مشاريعهم اما بسبب هذه الأزمة او كشكل من أشكال الضغط على حكومة "غير مرغوب فيها من جهات في الدولة. ما جعل بنكيران يبدو منتشيا يوم امس وحتى ساعات متأخرة من الليل وهو يتجول بساحة جامع لفنا وشارع محمد الخامس، ليس لقياس شعبيته الكبيرة وتسابق المواطنين لالتقاط صور معه رفقة زوجته، بل لكون المشروع يعود الى ان التدشين لرجل الاعمال ميلود الشعبي الذي حل في الرتبة الثانية وطنيا حسب تصنيف مجلة "فوربيس" وقدرت ثروته ب2.1 مليار دولار، وحضر الحفل كذلك عثمان بنجلون اغني رجل في المغرب وقدرت ثروته ب3.1 مليار دولار، وهو ما يشكل، وفق خبير اقتصادي ل"كود"، دعما كبيرا لحكومة يتندر منها رجال الاعمال قبل الخصوم السياسيين.
هذا سيضع خصوم الحكومة سواء من الائتلاف الحكومي (الاستقلال) او خارجه في موقف حرج، فخلالها دشن أكبر قصر للمؤتمرات في افريقيا كان يمكن ان يدشنه الملك كما يفعل في مناسبات مماثلة لولا هجوم رجل الاعمال وصاحب المشروع الدائم على أساليب دعم منافسه انس الصفريوي صاحب الضحى وانتقاده لمنير الماجيدي مدير الكتابة الخاصة للملك. لكن هذا التباعد لعب، يضيف الخبير المغربي ل"كود"، لصاحب رئيس الحكومة الذي كان في امس الحاجة الى دعم مماثل يستعمله ضد خصومه في "الدولة العميقة" قبل ان يرفعه ضد بيادقها الذين يتحركون في واضحة النهار. دعم يستحق ان يشطح من اجله زعيم حزب إسلامي قبل ان يكون رئيس حكومة.