بينما أصبحت صورة حميد شباط تؤثث حتى شبكة الكلمات المسهمة بجريدة حزبه "العلم"، تسلق إدريس لشكر سلالم المقر الفخم لحزبه بحي الرياض الراقي في العاصمة الرباط حتى وصل إلى الطابق الرابع، حيث توجد أكبر قاعة لاجتماعات الاتحاديين، من أجل التقاط هذه الصورة.. "كود" عرضتها على مجموعة من الإتحاديين، بينهم من يتعاطف مع إدريس لشكر، ومنهم معارضون له، ومنهم من يقف بين المنزلتين، واتفقوا تقريبا على أن الصورة تحتمل قراءتين. . في يسار المدخل الرئيسي للقاعة المذكورة، توجد على الحائط صور "الأشخاص" الثلاثة الذين يظهرون وراء لشكر: عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة وعمر بنجلون، وفي الحائط المقابل توجد المنصة المخصصة للقيادة، وبين الحائطين حوالي ثلاثة مائة مقعد يجلس إليها الاتحاديون، للاستماع إلى خطابات قيادتهم.. هذا التأثيث لا يبدو اعتباطيا، فحينما يتخذ القائد مكانه في المنصة ليخاطب القواعد يتقابل مع صور رجالات التاريخ فيزن الكلمة والخطاب والموقف قبل النطق به في قراءته للصورة، قال اتحادي يتعاطف مع إدريس لشكر، إنها صورة عادية، لا يمكن أن تحمل ما لا تحتمل، "فهو يبدو فيها كأنه يريد أن يقول أنا أيضا زعيم كهؤلاء القادة، شاء من شاء ورفض من رفض، أصبحت في ذاكرة الحزب ودخلت تاريخه، وهؤلاء المؤسسون لا يمكن لي إلا أن أعتز بهم وأحتفي بهم وأستحضر تاريخهم".
القراءة المضادة، كما استجمعت "كود" عناصرها لدى معارضين للكاتب الأول، قالوا إنه في الصورة يبدو أن إدريس لشكر "عوض أن يتخذ مكانه وسط منصة القيادة ويتقابل مع صور المؤسسين عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة وعمر بنجلون، أدار لهم ظهره، أو أدار ظهره للتاريخ، جمع راحة يديه وذراعية من حول جسده في توتر، وهي الحركة التي تعني "الإنغلاقّ، واتخذ لنفسه وقفة "جامدة" أو وقف في "سكون".. بينما بوعبيد من ورائه يتحرك، وبنبركة مازال يتحرك، باستثناء بنجلون، فذلك اغتيل ويعرف الجميع كيف ومتى.. وبالتالي فإنه كمن يريد أن يقول: أنا الزعيم الساكن هنا.. أدرت ظهري للتاريخ.". تختلف القراءات، لكن هذه الصورة غير المسبوقة لزعيم اتحادي، تبقى صورة احترافية وناجحة بغض النظر عن القراءات التي تحتملها. .