أشياء غريبة تحدث في المغرب منذ وصول حكومة بنكيران إلى السلطة، فالمعارضة أضحت مساندة للمخزن ولرجالاته والأغلبية، خاصة نواب العدالة والتنمية أضحوا في المعارضة لقرارات حكومتهم. فقد وجه فريقا "الأصالة والمعاصرة" و"الاتحاد الاشتراكي" سؤالا شفويا آنيا إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حول اتهام عبد الله بوانو، البرلماني في حزب المصباح ل"الولاة والعمال بالفساد عشية الانتخابات"، واعتبرت المعارضة، في موقف مثير لكثير من الأسئلة، أن هذه الاتهامات تجرد العمال والولاة "من الثقة".
واعتبر الفريق الاشتراكي ان تصريحات بوانو التي ذهبت إلى أن بعض الولاة والعمال "مفسدين" ثم تصريح بنكيران الذي ذهب إلى أن بعضهم "سمعتهم ماشي ولا بد"، عشية الانتخابات البلدية قد يشكل ابتزازا سياسيا.
وفي أول تعقيب له على تصريحات عبد الله بوانو، القيادي في حزب "العدالة والتنمية"، قال محاند العنصر، وزير الداخلية إن تلك التصريحات تسيء إلى رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قبل أن تسيء إلى العمال والولاة، وذكر العنصر أن بنكيران أعلن في البرلمان أنه هو من زكاهم، وعبر عن استعداده لفتح تحقيق إذا قدمت له معطيات ملموسة، وأكد أنه لن يقبل المساس بمن وصفهم ب"خدام الدولة".
لكن عبد الله بوانو رد على الجميع وكشف ليومية "المساء" أن حزب "العدالة والتنمية" بصدد إعداد تقرير حول اللائحة الأخيرة للولاة والعمال "حتى لا يأكل أحد الثوم بأفواهنا".
الغريب في الأمر أن تصريحات سابقة من غالبية القوى السياسية كانت أكدت على وجود فساد بين الولاة والعمال، وقد أدلى قياديون من أحزاب مختلفة بتصريحات في هذا السياق.