أثارت تشكيلة لجنتي انتقاء برامج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية والمنصوص عليهما في دفاتر التحملات، مجموعة من ردود الفعل بمجرد الإعلان عن أعضائهما نهاية الأسبوع الماضي. إذ تضم لجنة دار لبريهي مجموعة من الأسماء التي لا يتعين أن تحظى بالعضوية داخلها لأن دفاتر التحملات تنص صراحة "على أن العضوية بها تكون لممثلين عن الشركة وشخصيات مستقلة مؤهلة من خارجها، ولا يجوز أن يكون عضوا في اللجنة كل مستخدم في الشركة يشتغل في الإنتاج والبرمجة وكل شخص له بصفة مباشرة أو غير مباشرة علاقة تجارية مع الشركة في مجال الإنتاج أو كتابة السيناريو". وهو ما لا ينطبق مثلا على رشيد حمان المستشار الفني للعرايشي وصاحب برنامج "فتح قلبك" أو مارية القريشي وعادل فقير الذين ينتميان معا إلى وكالة الإشهار الخاصة بالشركة مما يطرح مشكل توسيع تمثيلية المهن داخل اللجنة، علما بأنه في العمل التلفزيوني يصعب فصل حدود التماس بين البرمجة والإنتاج والعمل الفني والتسويق الإشهاري.
من جهة أخرى، يبدو باقي الأعضاء غير بعيدين عن فلك فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للقطب العمومي مثل عبد الرحيم السامي أستاذ الصحافة المكتوبة بالمعهد العالي للصحافة بالرباط والذي كان يشغل منصب المدير العام للمركز البيمهني لقياس نسب الاستماع الإذاعي أو ما يسمى اختصارا "سيراد" والذي يمتلك القطب العمومي أكثر من نصف أسهمه على غرار "سيوميد" الخاص بالتلفزيون. في حين لا تضم اللجنة أي عضو من الميدان الأكاديمي متخصص في السمعي البصري كما ينص على ذلك دفتر التحملات.
أما في القناة الثانية فيبدو خرق دفاتر التحملات أكثر وضوحا، حيث تم تعيين زهير الزريوي مدير البرمجة في القناة ضمن اللجنة المذكورة مما يشكل حالة تناف واضحة تعيد إلى الأذهان حادثة رمضان الماضي عندما وضع اسمه واسم سليم الشيخ على جنريك السلسلة الفكاهية "الديوانة" رغم أنه لا وجود لأية مبررات إعلامية لمثل هذه العملية على اعتبار أن مدير القناة ومدير البرمجة يجب أن يبقيا محتفظين بنفس المسافة مع كل البرامج لا أن يخصا برنامجا بعينه بوضع اسمهما عليه ولا حتى أن يكونا في علاقة مالية شخصية مباشرة أو غير مباشرة بأي إنتاج داخلي أو خارجي للقناة يبرر مثل هذا التصرف. وهما ما انتبها إليه بعد مدة ليقوما بحذف اسميهما من هذا الجنريك.
كما تضم لجنة دوزيم عضوين يمثلان الميدان الأكاديمي هما نادية لمهايدي وبنعيسى عسلون عن معهد الصحافة بالرباط في حين أن دفتر التحملات لا يتحدث سوى عن عضو واحد عن هذه التمثيلية، علما أن عسلون ليس سوى المدير السابق لديوان كاتبة الدولة السابقة في الخارجية وللإشارة فإن العرايشي كان قد استقدمهما معا في وقت سابق للإشراف على الإذاعة الوطنية، قبل ان ينتقلا للعمل بحكومة عباس الفاسي.