علمت "كود" أن فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للقطب العمومي يتجه إلى تعيين مدير البرمجة والإنتاج بدار لبريهي العلمي خلوقي مديرا للقناة الأولى، في محاولة منه لمراوغة دفاتر التحملات الجديدة لضمان عضوية هذا الأخير في لجنة انتقاء البرامج التي تنص على إحداثها هذه الدفاتر، وهي العضوية التي لم تعد مخولة له بحكم منصبه الحالي. حيث ينص الدفتر الجديد على أنه "لا يجوز أن يكون عضوا في اللجنة كل مستخدم في الشركة يشتغل في الإنتاج والبرمجة وكل شخص له، بصفة مباشرة أو غير مباشرة، علاقة تجارية مع الشركة في مجال الإنتاج أو كتابة السيناريو. كما لا يجوز لأي عضو أن يكون صاحب مشروع معروض على اللجنة أو له مصلحة ما فيه". وبالتالي فالعلمي الخلوقي لا تحق له العضوية في هذه اللجنة على اعتبار أنه مدير للبرمجة والإنتاج، لذا قرر العرايشي تعيينه مديرا للأولى حتى يسترجع هذه العضوية لان دفاتر التحملات تنص صراحة على أن لجنة الانتقاء تشمل وجوبا عضوية مدير القناة المعنية بطلب العروض.
وتعتبر مديرية الإنتاج والبرمجة التي يديرها العلمي الخلوقي بيت القصيد في العملية الإصلاحية التي قادها الخلفي في دفاتر التحملات، حيث تم التنصيص على مسطرة طلبات العروض في تمرير الصفقات من أجل قطع الطريق على الممارسات التي كانت سائدة في السابق والمتمثل في إبرام عقود مباشرة بين القناة والمنتج الخارجي دون ضوابط واضحة، بل ودون تعليل إبرام الصفقة للعموم خلافا لما أصبح عليه الأمر اليوم.
وقد علمت "كود" أن تحضير العرايشي للتوقيع على هذا التعيين، قد أثار مجموعة من ردود الفعل وصل صداها إلى الخلفي وزير الاتصال الذي أحس بأن العرايشي يراوغ دفاتر تحملاته من أجل إعادة إنتاج نفس الوضعية السابقة التي كانت تدبر بها الأمور قبل دفاتر التحملات. وتضيف مصادر "كود" أن محمد عياد المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يبدو الأكثر استياء على اعتبار أن مثل هذه التعيين سيحد من اختصاصاته ونفوذه داخل المؤسسة بالنظر للوضعية الاعتبارية التي يحظى بها مدير القناة الأولى لدى أصحاب الحل والقد التلفزيوني، وهو المنصب الذي ظل يشغله فيصل العرايشي رغم تعيينه مديرا عاما للقطب العمومي، لأنه يعرف تمام المعرفة حساسيته الكبيرة التي تتجاوز جدران دار لبريهي.