صب فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للقطب العمومي جام غضبه على المدراء المركزيين لدار لبريهي خلال المجلس الإداري الأخير للشركة. تصرف لم يفاجئ أحدا على اعتبار أن العرايشي اعتاد تحميل هؤلاء المديرين مسؤولية الانتقادات الكبيرة الموجهة للقطب العمومي خلال نفس الموعد من كل سنة أي عندما يقترب شهر رمضان، في خطوة استباقية لمواجهة حملة النقد التلفزيوني التي تنتعش في شهر الصيام بسبب الفكاهة الرمضانية وتكلفتها المالية وشركات الإنتاج المستفيدة منها. في هذا السياق، دعا أيضا إلى ضرورة التعامل مع شركات تتميز بسلامتها القانونية والضريبية وعلى مبادئ الشفافية والحكامة. وذلك أيضا في خطوة استباقية حتى لا يقال بعد شهر رمضان إن العرايشي كان ضد دفاتر تحملات الخلفي فقط لأنها تدعو إلى إعمال الشفافية والحكامة في التعامل مع شركات الإنتاج. لكن مثل هذه الغضبات تبقى مجرد انفعالات اللحظة أكثر منها دليل على رغبة حقيقة في التغيير، إذ لا تعقبها أية إجراءات عملية. ففي السنة الماضية تكرر نفس السيناريو عندما اندلعت حركة 20 فبراير وبدأت تدعو إلى التغيير في الإعلام ومحاسبة المخزن الإعلامي. ففي أبريل من السنة الماضية، اجتمع فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مع كل مسؤولي ومدراء دار لبريهي، لإنذارهم وتوبيخه على أدائهم الذي جعل التلفزيون العمومي محط انتقاد من طرف الجميع، قبل أن يدعوهم إلى بدء الإصلاح من الداخل أولا، قبل فوات الأوان. مبادرة جعلت الجميع يعتقد بأن العرايشي تلقى رسائل سياسية من سلطة أعلى، بضرورة إصلاح دار لبريهي. وحظيت مديرية الإنتاج والبرمجة بحصة الأسد من الانتقاد، وهو ما جعل العرايشي يوجه تنبيها للعلمي الخلوقي المدير المركزي للإنتاج والبرمجة من أجل تحمل مسؤوليته في رداءة بعض البرامج، خصوصا بعد توصله برسائل من مجموعة من مستخدمي الشركة يطلبون فيها إعفاءهم من العمل معه. انتهت الغضبة، لكن دون أن يتغير أي شيء.