بعد سنوات من النضال المستميت داخل الشبية الاتحادية وحزب الاتحاد الاشتراكي أقدم استقالتي وأسحب مشاركتي في الشوط الثاني من المؤتمر التاسع. فبعد محاولات عديدة رفقة مجموعة من الإخوان والأخوات لإصلاح الأداة الحزبية والتأثير في مسارها وتصحيحه، وبعد نضال حافل بدينامية تحدت كل العراقيل الداخلية وقاومت دون كلل ماكينة التنظيم القائمة على مركب مصلحاتي وانتهازي غارق في تقاطعات مع المخزن وأعداء الديمقراطية والتغيير، أعلن استقالتي من الحزب ومن كتابة فرع باريس للشبيبة الاتحادية.
فبعدما سبق وأعلنت رفقة مناضلي ومناضلات اتحاديو 20 فبراير توجهنا نحو المؤتمر التاسع باعتباره مؤتمر الفرصة الأخيرة، وبعدما طالبنا جميعا بضرورة الانفتاح عن اليسار في تحضير هذه المحطة الحاسمة وضرورة العمل على توضيح الخط السياسي وفرز قيادات مناضلة وحاملة لقيم الاشتراكية الديمقراطية والحداثة، ها نحن نصل إلى نتيجة تعاكس هذا الطموح وتعلن نهاية الحزب البيولوجية كتنظيم سياسي.
فالمؤتمر التاسع لم يخلف موعده مع التاريخ فقط، ولكنه كان لحظة تاريخية أعلنت الانهيار التام للحزب ونهاية التنظيم الذي تم الاستيلاء عليه. إن القيادة التي أفرزها هذا المؤتمر القائم على الإنزالات والتجييشات واستغلال المال والإغراءات وإقصاء المناضلين، إذ تمثل درجة الصفر في السياسة، فهي تحمل مشروع دفن أداة حزبية ظلت طيلة عقود تدافع عن العدالة الاجتماعية، التحرر والديمقراطية.
إنني أدعو جميع المناضلين والمناضلات في صفوف التنظيمات اليسارية الديمقراطية وكل المؤمنين بقيم الاشتراكية الديمقراطية، الحرية والعدالة الاجتماعية إلى توحيد الجهود وفتح النقاش من أجل بناء الخيار الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار الكبير.