الصوم ليس عادة تقلد الناس فيها ، بل إنه عبادة عظيمة جعل الله تعالى لها أعظم الثواب ، وادّخر للصائم أجرا لا يعلمه إلا هو سبحانه ، حين يلقاه الصائم فرحا بصومه ، فلا تعجب من فرح المؤمن ببلوغه رمضان ، ولا تستنكر فيه اجتهاد المجتهدين ، فقد علموا قدر هذا الشهر ، وأدركوا قيمة تلك الليالي والساعات . ولكي لا ينفرط مني و منك أخي الحبيب هذا الشهر العظيم ، أحببت أن أشركك في يومي و ليلتي لنكون من المتاجرين مع ربهم عز و جل ، ( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) _ جليسي كتاب ربي جل و علا سأجعل له جل وقتي ، فهو الشفاء وطريق كسب رحمة المولى عز وجل ، فهل وصلك أخي قول النبي صلى الله عليه و سلم :( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ) رواه الترمذي . بعد قراءة الأجر، التي لا ينبغ أن تقل عن أربعة أحزاب في اليوم ، اجعل لك تلاوةً للتدبر والتفكر بخطاب الله وما بين لك سبحانه في تنزيله من عظمته و من ذكر الجنة والنار وما أعد للمحسنين و المؤمنين ففي هذا النجاة بإذن الله . _ كل يوم لي حجة و عمرة و أنا في بلدي و بين أهلي و أحبتي ، بجلوسك أخي بعد صلاة الصبح في مسجدك حتى تشرق الشمس ثم تصلي ركعتين بعد شروق الشمس . كم فيه هذا الجلوس من خيرات ، وصالحات باقيات ، كم فيه من إتباع لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام . قال عليه الصلاة و السلام : من صلى الغداة ( أي الصبح) في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة ، قال صلى الله عليه و سلم : تامة تامة تامة . _ عادتي التبكير للصلاة في المسجد ، كم كنت مقصراً في هذا الشأن وها قد جاءنا أخي المطهر فهذا مما يتنافس عليه المتنافسون . _ راحتي في التراويح كم أسعد و أنا أرى المؤمنين وقد وقفوا ، أعداد هائلة في صلاة التراويح فهل أنت منهم . لا تفرط أخي " فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " حرك قلبك مع كل آية ، سأسعى أن تكون هذه صلاتي سبيل للقدوم على الله " وعجلت إليك رب لترضى" . _ ساعتان لن أفرط فيهما أولهما قبل إفطاري فهي ساعة مباركة بشرني عندها نبينا عليه الصلاة والسلام بأنها ساعة إجابة ، و" أن لله عند كل فطر عتقاء من النار " وأما الساعة الثانية فهي ساعة السحر ففيها نزول ربنا عز وجل لسماء الدنيا يستعرض حاجات عباده فيغفر لهذا ويقضي حاجة هذا ويفرج همّ ذاك ويحقق مطالب أولئك ، فكيف لا أحرص عليهما وفيهما هذا الخير وذاك العطاء . _ جددت العهد مع رحمي وقرابتي بصلتهم وزيارتهم والإحسان إليهم بجميع أنواع الإحسان ، فكم كنت مقصراً معهم ، فجاء رمضان ليذكرني بهم ، _ رمضان فرصتي للدعوة فالنفوس فيه مقبلة والأفئدة إلى ربها متوجهة فلم يبق إلا همتي و ستحيى هذه الأيام. كم نفعتَ كلمة من مستمع ، وكم أحيتَ دلالة من إنسان ، سأستخدم كل تقنية لنشر الخير ، وسأزور كل مقصر وأدله على الخير فإن " من دل على هدى فله أجر من تبعه" . _ زماني عزيز فلن أضيعه مع لصوص زمان الطاعة ، وأعني وسائل الإعلام الفاسدة المفسدة لقلوبنا ، فكم ضيعت علينا أخي من مواسم ، وكم حرمتنا من طاعات ، فلذا سأعادي كل منكر فيها وسأصرف وجهي عن كل قبيح . _ رسالةٌ جعلتها لنفسي ولك أخي و لك أختي عسى الله تعالى أن يجعلنا ممن يفرحون بصومهم يوم لقائه .