حضر المغرب في إحدى فقرات النقاش التلفزيوني الساخن الذي جمع مساء أمس الأربعاء كلا من فرانسوا هولاند ونيكولا ساركوزي، المرشحين المؤهلين للمنافسة على رئاسة الجمهورية الفرنسية في الدور الثاني للرئاسيات المقرر حسمه يوم الأحد 6 ماي الجاري. هولاند المرشح الاشتراكي الفائز بالدور الأول نبه خصمه اليمني الرئيس المنتهية ولايته، أن المملكة المغربية تمنح حق التصويت للفرنسيين والأجانب المقيمين فوق أراضيها في الانتخابات المحلية، بحينما كان يدافع عن مقترحه بمنح المهاجرين الأجانب من خارج دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في فرنسا حق التصويت في الانتخابات المحلية. حق التصويت في الانتخابات المحلية بالنسبة للمهاجرين المقيمين في المغرب من المستجدات التي تضمنها دستور فاتح يوليوز 2011. نيكولا ساركوزي أقحم من جهته المغرب في اتجاه معاكس، إذ ذكر خصمه بأن أغلبية المهاجرين الأجانب في فرنسا هم من المغرب والجزائر وشمال إفريقيا وإفريقيا عموما، فهم بالتالي "مسلمون"، ومنح حق التصويت لهم سيفتح الباب أمام "مطالب طائفية مرتبطة بالدين الإسلامي". كلام واجهه هولاند بشدة مستغربا كيف يخلط ساركوزي بالضرورة بين الانتماء الجغرافي للمهاجرين وانتمائهم الديني، ضدا على مبادئ العلمانية الفرنسية التي لا تميز بين الأديان في فرض الحقوق والواجبات. المرشح الاشتراكي استنكر منطق خصمه متسائلا "لماذا تفترض بالضرورة أنهم مسلمون؟.تعرف أن مجموعة من المواطنين الفرنسيين يدينون بالإسلام ولهم حق التصويت مثلهم مثل باقي الفرنسيين، فهل نفهم من كلامك أنهم سيستغلون هذا الحق ليفرضوا مطالب طائفية مرتبة بدينهم الإسلامي؟". هولاند أكد بالمقابل أنه لن يسمح إطلاقا بأي مس بمبادئ العلمانية الفرنسية التي تضمن المساواة التامة بين المواطنين الفرنسيين مهما كانت ديانتهم، إذا انتخب رئيسا للجمهورية. من جهة أخرى أوضح ساركوزي أن الجزائر هي القوة الإقليمية الأولى في منطقة الساحل والصحراء وأنه سيعمل على التعاون معها لمواجهة الإرهاب في المنطقة وافتكاك الرهائن الفرنسيين الذين يحتجزهم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والمختطفين أساسا في مالي والنيجر.