يخترع عبد الإله بنكيران تعديلات غير موجودة في المدونة. كي تحلو له معارضتها. يخترعها لتمنحه فرصة. ولتعود بحزبه إلى الواجهة. ويعتبر المدونة فرصته للعودة. يعتبرها أمل حزبه الوحيد. ويزوج في المدونة الرجل بالرجل. والمرأة بالمرأة. ويخلق ذلك من خياله الخصب. ومن متابعته للقنوات الفرنسية. ومما يسمعه أنه موجود في عالم آخر. وبلاد أخرى. ليحتج على هذا الزواج القادم. لا محالة. إن لم يثق الناس من جديد في العدالة والتنمية. ويحاول بكل السبل أن يخوف المغاربة من المدونة. ومن أي تعديل فيها. ومن المقترحات التي يتقدم بها خصومه السياسيون. وينسب إلى نبيل بنعبد الله ما لا يتخيله عقل. ويتهم ادريس لشكر بأنه مع زواج المثليين. وبأن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والتقدم والاشتراكية يدفعان بذلك. ويذكر بأن عبد الله بوانو هو الذي نبهه إلى الأمر. وإلى وجود كلمة زواج من نفس "الجنس". ويتمنى بنكيران صادقا أن يكون في الحكومة. وفي أحزاب اليسار. من يدعو إلى ذلك. فمنذ مدة والأمين العام لحزب العدالة منشغل بزواج المثليين هذا. ومهتم بع. ومتابع له. محذرا من السماح به في المغرب. وليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عنه. وتشعر أنه في قرارة نفسه. يبحث عن شيء خطير. وعن الحرام. وعن الكفر. في تعديل المدونة. كي يبني على ذلك خطابه. وكي يسعفه هذا الزواج المحرم. وكي يستعين به في التحذير مما يتم التخطيط له. ويريد من المدونة أن تقدم له يد العون. و يصنعها صنعا. ويكتبها كما يريد هو. كي تكون جديرة بالرفض. ولا يجد حرجا في المبالغة. وفي الذهاب بعيدا. وفي الإسراف في الخيال. مشجعا خصومه كي يزوّجوا المرأة بالمرأة. والرجل بالرجل. كي يهب المغاربة ويحضنوا من جديد حزب العدالة والتنمية. وكي يصوتوا لمن يحول دون وقوع المنكر. و لمن فضح ما يتم التهييء له. ورغم أن الموضوع غير مطروح بالمرة. ويجب أن تكون مجنونا في المغرب. و "انتحاريا". حتى تدعو إلى زواج المثليين. وإلى اقتراح ذلك في التعديلات. يجب أن يكون المغرب في النرويج. يجب أن يكون في إيسلندا. يجب أن يكون المغرب خارج المغرب حتى يحصل ذلك. إلا أن بنكيران يجعل من ذلك حقيقة. و يستعجله. ويقول إنهم يحضرون له. و النساء يزغردن. ويصور أن تطبيق ذلك قريب. وأنه الوحيد الذي يقف في طريقه. ويعترض عليه. دفاعا عن الدين. وعن الأخلاق. وعن "الفطرة". ولو نفى الاتحاديون ذلك. ولو نفى البيبساويون ذلك. فلن يصدقهم بنكيران. لأنه يعول كثيرا على هذه النقطة. وحتى لو راجع نفسه. وحتى لو اقتنع الأمين العام للعدالة بالتنمية بأنه كان يخترع شيئا غير موجود. ولا عاقل في المغرب. مهما كان ثوريا. ومهما كان مقتنعا بحقوق المثليين. ومدافعا عن الأقليات. يمكنه أن يجرؤ. ويقترحه. لأنه ترف. ولأن هناك أولويات. إلا أن الأخ عبد الله بوانو سينبه عبد الإله بنكيران. إلى وجود ذلك في المدونة. لكنه لا يرى بالعين المجردة. وبأن الرجل فيها يكون تارة أما. وطورا رجلا. وبأن المرأة تلد في المدونة من ارتباطها بالمرأة. وكل هذا من أجل العودة. لكن العودة تستعصي على العدالة والتنمية. رغم كل هذا التعب. وكل هذه المجهودات المبذولة. ولو تزوج تمساح بمعزاة. وقط بامرأة. وعصفورة بضبع. فلن ينفع ذلك كثيرا في استرجاع ما ضاع. و لن تنفع المبالغة والخيال الإخواني الجامح. في جعل الشارع يقتنع من جديد. بخطاب أخلاقي وقيمي متطرف. تم تجميده لعقد من الزمن حين كان العدالة والتنمية في السلطة وحينما جربوا استعماله من جديد بدا أنه فقد طعمه. وجاذبيته. ولم يعد صالحا للتأثير. ولم يعد مقنعا لأحد. و يظهر بنكيران نفسه أنه غير مقتنع به ويردده لأنه يجرب فحسب ولأنه في ورطة. ولوحده. ولأن الوقت غير الوقت. ولأنه لا يمكنك أن تربح لمرتين بنفس الخطاب. وبالتهويل. وبالتحذير من شيء لم يقترحه أحد.