بدأت القاعات السينمائية الفرنسية هذا الأسبوع في عرض فيلم " الأحرار" من إخراج المغربي إسماعيل الفروخي. نقب هذا الفيلم في جزء مغيب وغير معروف في تاريخ المهاجرين المغاربيين في فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث إنخرط العديد منهم في المقاومة ضد النازية والإحتلال الألماني لفرنسا كما ساعدوا عائلات يهودية على الهرب و النجاة من التطهير العرقي الذي كانت تمارسه انذاك سلطات فيشي ضد اليهود. يحكي الفيلم قصة يونس شاب جزائري مهاجر، جندته السلطات الفرنسية للتجسس على خلايا المقاومة التي كانت تعمل و تجتمع في مسجد باريس، الذي كان يديره قدور بن غبريط، المعين من قبل سلطان المغرب. غير أن يونس سيتوقف عن التجسس لصالح الشرطة الفرنسية، لينخرط تدريجيا في صفوف المقاومة و الرفض للسياسة العنصرية التي كانت تنهجها سلطات فيشي، خصوصا بعد لقائه و صداقته لسليم الهلالي، مغني شاب من أصل يهودي. فيلم "الأحرار" يكشف الغطاء عن حلقة جديدة من التعايش بين المسلمين و اليهود المغاربيين، حتى في المهجر، و كيف أن مقاومين مغاربيين عرضوا أنفسهم و اقربائهم للخطر من أجل حماية اليهود المضطهدين من قبل العنصرية النازية. قام بدور يونس، النجم الفرنسي الصاعد بقوة طاهر رحيم، بينما أدى الممثل الكبير مايكل لونسدال دور قدور بن غبريط، عميد مسجد باريس. غير أن مايعاب على فيلم "الأحرار" هو طابعه الكلاسيكي و الرتيب الذي يشبه شكل الإخراج التلفزي و الذي حرم الفيلم من القوة و الحدة الدرامية التي كان محتاجا إليها.