مارس رئيس مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ سلطان الجابر الأحد مزيدًا من الضغوط على الدول المجتمعة في دبي لحل خلافاتها بشأن الوقود الأحفوري بحلول الثلاثاء، وهو اليوم المقرر لاختتام المؤتمر. وقال الجابر خلال مؤتمر صحافي "الفشل ليس خيارا. نحن نسعى لتحقيق مصلحة الجميع"، قبل أن يجتمع الوزراء المتواجدون في مؤتمر كوب28، حسب التقاليد الإماراتية، في مجلس لمناقشة الأمور المطروحة على قدم المساواة. وأضاف "على الجميع أن يتحلوا بالمرونة... نحن بحاجة إلى إيجاد توافق في الآراء وأرضية مشتركة بشأن الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم". وقال رئيس شركة النفط الإماراتية العملاقة "أدنوك" إن "هذه هي الرئاسة الأولى لمؤتمر المناخ التي دعت جميع الأطراف إلى اقتراح أرضية مشتركة وتوافق في الآراء بشأن الوقود الأحفوري. لقد حان الوقت لجميع الأطراف للمشاركة بشكل بناء واقتراح صيغة علي". ومن المقرر أن تُنشر صباح الإثنين مسودة جديدة للاتفاق الذي يفترض أن توافق عليه الأطراف في ختام المؤتمر. وفي علاقة بالموضوع٬ يشعر مفاوضو مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ المجتمعون في غرف مكيفة بعيدًا عن هواء دبي الحار بإمكانية التوصل إلى تسوية بشأن الوقود الأحفوري، قبل يومين من موعد اختتامه الذي حدده الرئيس الإماراتي للمؤتمر. ويرى المشاركون، سواء انتموا إلى منظمات غير حكومية أم كانوا مندوبي دول، أن الاتفاق لم يكن يومًا أقرب إلى الإيذان ببداية نهاية النفط والغاز والفحم التي تعد الانبعاثات الناتجة عن حرقها منذ القرن التاسع عشر مسؤولة إلى حد كبير عن الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم. لكن يظل عليهم إقناع الكتلة التي تقودها المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، والهند التي ما زالت تنتج ثلاثة أرباع احتياجاتها من الكهرباء عن طريق حرق الفحم... والدول النامية التي تطالب الدول الغنية بتخصيص الأموال لمساعدتها على تركيب محطات الطاقة الشمسية أو توربينات الرياح التي تحتاجها. كررت المبعوثة الألمانية للمناخ جنيفر مورغان الأحد قولها "نحن بحاجة إلى صيغة قوية بشأن التخلي عن الوقود الأحفوري، تتماشى مع إبقاء الاحترار عند 1,5 درجة مئوية". وأضافت: "وفي الوقت نفسه، من الواضح أن الدول الأقل نموا لن تكون قادرة على التحرك بالسرعة نفسها مثل القوى الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين". وعليه، يفترض أن يتضمن النص الذي سيعرض على مندوبي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الدعوة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري من دون أن يغفل أن قسمًا من سكان العالم ما زالوا محرومين من الحصول على الطاقة وهي مشكلة ستستمر مع الزيادة المتوقعة في النمو السكاني. وفي حين تُتهم الدول المصدرة للنفط بعرقلة المفاوضات، يرى المفاوضون أن الصين تتخذ موقفًا بناء. وقال الناشط في منظمة غرينبيس (السلام الأخضر) في الشرق الأوسط شادي خليل "أدعو المجموعة العربية برئاسة المملكة العربية السعودية والدول العربية في إفريقيا والدول الأقل نموا إلى إعطاء فرصة للحياة والعلم والرئاسة الإماراتية للمؤتمر". لكن الموضوع الذي يطغى على محادثات الأحد في مؤتمر المناخ هو ركيزة أخرى من ركائز الاتفاق الشامل الذي يعده رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر، ويتعلق بتكيف الدول المعرضة لتبعات التغير المناخي. قال رالف ريجينفانو، وزير التغير المناخي في فانواتو، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ تواجه ارتفاع منسوب مياه المحيط، في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه لا يتم إيلاء المسألة اهتمامًا مساويًا للمواضيع الأخرى. نُشر الأحد نصّ مقترح بشأن التكيف لكن العديد من المراقبين عبروا عن عدم رضاهم عنه. وقالت آنا موليو الفاريز من مركز الأبحاث E3G إنه أذا لم يتضمن إجراءات تنفيذ أوضح، فإن "هذا الإطار لن يكون له معنى". يُتوقع أن يعود أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى دبي الأحد للمشاركة في المفاوضات الأخيرة. وقال غوتيريش من الدوحة إن "مصادر الطاقة المتجددة رخيصة ونظيفة ولا حصر لها. ويمكنها تلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة من دون تسميم بيئتنا وخنق كوكبنا".