تشهد منطقة المعاريف في الدارالبيضاء زحفا متواصلا للعشوائيات واحتلال الملك العمومي، في وقت يكتفي فيه رجال السلطة بالتفرج على هاد السلوكيات السلبية التي تشوه المظهر العام وجمالية هذه المنطقة السكنية والتجارية الشهيرة في العاصمة الاقتصادية. وينتشر في هذه المنطقة، التي ارتبطت على الدوام في الأذهان بأنها من المناطق الراقية في المدينة بينما هي حاليا كتاكل دق كيهدد بقتل الحياة فيها، عدد كبير من الباعة المتجولين، والذي يعرضون بضاعتهم باختلاف أنواعها، على الأرض، كما تظهره الصورة التي تنشرها "كود" والمأخوذة، اليوم الجمعة، بالقرب من حديقة المهدي بنبركة، حيث جرى احتلال محيط هذا الملك العمومي واستغلاله في بيع سندويتشات، في مشهد يعكس الفوضى الكبيرة لي ولات غارقة فيها المعاريف. ولا يختلف هذا المشهد كثيرا عن ذلك المسجل في باقي أحياء المنطقة، إذ باتت أغلبها محتلة من قبل باعة متجولين يعرضون بضاعتهم إما على طاولات أو عربات مجرورة. ويستفيد هؤلاء من غض رجال السلطة الطرف على مثل هذه السلوكيات، فأمام تساهلهم في مكافحة هاد الظاهرة، كيستمر تزايد صحاب الكرارس وغيرهم سواء التقليدية منها أو العصرية للي ولينا كنشوفوها بكثرة وسط المعاريف، ها لي داير فيها الكريب أو الأكلات الأسيوية الخفيفة (لي نيم) أو الحلويات الشامية.. هادشي كيتزاد كل نهار، وكيزحف في كل وقت على موقع عمومي لي كيتم احتلاله على عينيك أبن عدي، قبل ما يجري تحويله إلى فضاء تجاري خاص بالمترامي عليه. وفي ظل هذا التسيب، بات يتبادر إلى الذهن عند التجول في المعاريف بأنك في سوق عشوائي مفتوح كل واحد داير فيه شرع يدو، وكأنه لا وجود لقانون مفروض احترامه، وأنه لا أحد فوقه. وهو مظهر سلبي يكتوي بناره على حد سواء السكان وأصحاب المحلات أكثر، لي مبقات لي تجارتهم ولا نشاطهم، لي كيأدويو عليه الضريبة، بعدما ولاو الكرارس والفراشة (الفولارات، كيلينكس، التقاشر، البريوات وزيد وزيد..)، دايرين سوق خاص بهم في المنطقة. هذا إلى جانب ما يخلفه نشاطهم من أزبال، لي ولات غارقة فيه مجموعة من الأحياء.