فموقف عدائي جديد كيعكس إصرار نظام بريتوريا على معاداة مصالح المغرب، ودعم خصوم وحدته الترابية، أصرت جنوب أفريقيا على تمرير مواقفها الداعمة لأطروحة البوليساريو خلال اجتماع لمجموعة بريكس. جنوب افريقيا لم تفوت فرصة احتضانها الأربعاء لاجتماع لوزراء خارجية دول مجموعة بريكس (البرازيلوروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على مستوى نواب وزراء الخارجية، لتعمل على إقحام نزاع الصحراء، والترويج لأطروحة البوليساريو بهذا الخصوص. وقالت نائبة وزيرة الخارجية الجنوب أفريقية كانديث ماشيغو-دلاميني، إن نزاع الصحراء مدرج على جدول أعمال الجلسة، إلى جانب "عملية السلام في الشرق الأوسط والتطورات في دول الخليج وسوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن".
وأشارت إلى أن بلادها وجهت دعوة إلى الأعضاء الآخرين في بريكس "لدعم التوصل إلى حل سياسي مستدام ومقبول للجميع في نزاع الصحراء، وفقًا للقرارات ذات الصلة لمجلس الأمن". وأضافت "يجب علينا التعبير عن دعمنا الكامل لتنفيذ مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو)، والتي ستحل في النهاية واحدة من النزاعات في القارة الأفريقية"، مستحضرة في هذا الإطار مواقف بلادها المعادية للوحدة الترابية للمملكة. وتأتي محاولات جنوب أفريقيا للترويج لهذه المواقف العدائية للمغرب في اجتماع البريكس، في ظل تمسك الدول الأعضاء في هذه المجموعة وهم روسيا والصين والهند والبرازيل، بمواقفها المتوازنة الداعمة لجهود الأممالمتحدة الرامية إلى إيجاد حل سياسي متوافقا بشأنه من قبل جميع الأطراف، بعيدا عن المقاربات السابقة التي تصر جنوب أفريقيا ومن ورائها الجزائر على التمسك، وهي مقاربات تجاوزتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وتعكس هذه المواقف لجنوب إفريقيا، إصرار نظام بريتوريا على الإستمرار في عدائها لمصالح المملكة، وانحيازها الكامل لأطروحة البوليساريو والجزائر بخصوص نزاع الصحراء، وهي المواقف التي ظلت تعيق تطوير العلاقات بين الرباطوبريتوريا، رغم المبادرات المغربية العديدة لتطبيع العلاقات ومد جسور التعاون بين البلدين.