أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده مهتمة بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية بريكس، وذلك في سياق مطبوع بالتوتر على أكثر من صعيد خاصة بينها ودول البحر الأبيض المتوسط. الجزائر التي قطعت كل قنوات التواصل مع المغرب، وعلقت معاهدات واتفاقيات ثنائية مع اسبانيا على خلفية دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، واتجاه النظام الجزائري إلى إيطاليا وتوقيع عقود توريد الغاز قبل أن يصطدم بعراقيل السياسية، ظهر جليا ذلك بعد تقديم رئيس الوزراء الإيطالي استقالته مباشرة بعد عودته من الجزائر.
تداعيات سياسية بنكهة اقتصادية، دفعت الجزائر إلى بحث إمكانية الانضمام إلى مجموعة بريكس، إذ قال عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، أمس في حوار تلفزيوني، إن الانضمام ممكن وبلاده تستوفي شروط الالتحاق.
فما هي مجموعة بريكس التي ترغب الجزائر الانضمام إليها؟
يعتبر مصطلح بريكس (BRICS) اختصاراً يشير إلى الأحرف الأولى من أسماء البلدان هذه على التوالي: البرازيلوروسيا والهند والصينوجنوب إفريقيا، الدول التي تعتبر صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي دول في مرحلة مماثلة من التنمية الاقتصادية المتقدمة حديثاً، وفي طريقها إلى أن تصبح دولاً متقدمة.
وفي يونيو 2009 عقدت أول قمة بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة لهذه المجموعة (البرازيلوروسيا والهند والصين) في مدينة يكاترينبورغ في روسيا، حيث تضمنت الإعلان عن تأسيس "نظام عالمي ثنائي القطبية"، يدعو إلى تمثيل أكبر للاقتصادات الناشئة الرئيسية على المسرح العالمي، ويقف ضد "هيمنة غير متكافئة للقوى الغربية على العالم".
واتفق رؤساء الدول الأربع على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية. انضمت دولة جنوب إفريقيا إلى المجموعة عام 2010، فأصبحت تسمى "بريكس" بدلاً من "بريك" سابقاً.
على غرار الجزائر، أبدت الكثير من الدول الرغبة بانضمامها إلى المجموعة؛ مثل: الأرجنتين، وإندونيسيا، والمكسيك، وتركيا، وإيران، وغيرها من الدول. وشارك رئيس تركيا رجب طيب أردوغان في القمة العاشرة في جنوب إفريقيا، والتي يرى فيها بعض المحللين رغبة من تركيا في الانضمام للمجموعة.
اقترحت الصين بالفعل توسيع مجموعة البريكس خلال اجتماع سابق لوزراء خارجية الكتلة. وعلى الرغم من الترحيب بالاقتراح من قبل الدول الأعضاء الأخرى، لم تكن هناك إعلانات رسمية عن الأعضاء الجدد أو دعوات لها.
ويرى محللون أن العديد من الدول الناشئة قد تكون مهتمة بالانضمام إلى هذا النادي، خصيصاً تلك التي كان لها موقف مغاير للموقف الأمريكي من غزو روسيا لأوكرانيا.
وهناك الكثير مما تروج له الصين من خلال مجموعة بريكس يعتبر جذاباً للبلدان الناشئة، مثل الكثير من المشاريع والمبادرات المختلفة، كمبادرة الحزام والطريق، التي يمكن أن تسمح للدول الناشئة بدفع عجلة التنمية لديها بعيداً عن القروض الغربية، بحسب رؤية بكين.
وفي عام 2017، وخلال عقد قمة بريكس في مدينة شيامين الصينية، تم الحديث عن خطة "بريكس بلس" التوسعية، بحيث يتم إضافة دول جديدة لمجموعة بريكس بطريقة معينة، مثل إضافة دول كضيوف بشكل دائم أو مشاركين بالحوار.