عرفت شوارع مدينة فاس غضبا عارما للطلبة المهندسين الذين خرجوا محتجين رافضين للقرارات المجحفة لوزارة التعليم العالي بعد عدة محاولات فاشلة للحوار مع الوزارة , فقد عبر الطلبة المهندسين الغاضبين عن رفضهم لمشروع ' بولتكنيك ' الذي يرونه مشروعا فارغا فاشلا يضرب في التعليم العالي المغربي عموما و في تكوين المهندس المغربي خصوصا، مشروع يستهدف المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية تمهيدا لمشاريع خصخصة التكوين الهندسي واقبارا لهذه المدارس التي استطاعت بعد 18 سنة فرض مكانتها داخل و خارج المغرب و ذلك عبر كفاءة خريجيها في سوق الشغل و نباغة طلبتها في المسابقات العالمية كتلك التي نظمت مؤخرا بالتايلاند حيث فاز طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان بالجائزة الاولى و الثانية و جائزة أحسن تصميم خلال المؤتمر الدولي " ربوكون 2016 " الذي نظم بعاصمة التايلاند بانكوك خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 29 غشت، و العديد من المسابقات والمؤتمرات سواء الوطنية او العالمية. و قد عرفت الوقفة الاحتجاجية السلمية التي نظمت يوم الخميس 20 أكتوبر 2016 بساحة فلورنسا و التي اختتمت بمسيرة طلابية غفيرة، عدة أشكال ابداعية احتجاجية أهمها "فلاش موب" تعبيري يحكي قصة الطالب المهندس بلنصا منذ استعداداته بامتحانات الباكالوريا الى غاية التخرج بالمدرسة الوطنية، بكده و عمله الجاد لبلوغ احلامه و تحقيق اهدافه، مرورا بالتحديات و العراقيل التي يواجهها خاصة المشروع الذي أطلت به الوزارة خلال الفترة الصيفية فبعثرت أفكاره و شتت احلامه و كسرت اهدافه. كما عرفت الساحة تنوعا في الاحتجاج من الشعارات الى اللافتات وملصقات توضح للرأي العام موقف الطلبة المهندسين و اسباب رفضهم للمرسوم، الذين أكدوا تشبثهم بمطلبهم الأساس و هو سحب مدارسهم الوطنية للعلوم التطبيقية من مشروع الدمج رقم 2.15.645 و سعيهم لتكوين مناسب يواكب الهندسة على المستوى العالمي و يرقى بمستوى التعليم العالي المغربي و يلبي متطلبات سوق الشغل مساهمين في تطور البلاد و نهضة الوطن فقد افتتح الطلبة واختتموا وقفتهم بالنشيد الوطني المغربي، كما اعتمدوا على الاعلام الوطنية التي كانت ترفرف عاليا طيلة مدة الوقفة و المسيرة الاحتجاجية. و تجدر الإشارة إلى انسحاب التنسيقية الوطنية لطلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية من الاجتماع الذي جمعهم مع وزارة التعليم العالي و تكوين الأطر الذي ترأسته الوزيرة المنتدبة جميلة المصلي بحضور النقابة المغربية للتعليم العالي و البحث العلمي ،في نفس اليوم الخميس 20 اكتوبر ، بعد عدة اتهامات وجهها الوزير للتنسيقية الوطنية و تهديده لهم بمحاربتهم اعلاميا حسب ما ذكره المنسق الوطني محمد شيبوب الذي اعتبر الاجتماع مسرحية هزيلة و تصرفات الوزير غير لائقة مختتما قوله "لسنا سياسيين ولا نقابيين، نحن فقط طلبة نطالب بحقنا المشروع، كما أننا لسنا أنانيين لنقبل بحلّ يسري علينا فقط ويستثني الأفواج التي ستلينا