أفادت مصادر البوابة، أن مسئولا بشركة "انتصار ترانس" المكلفة بالنقل بمعمل سوطا بموجب عقد شراكة ، قد أوقف مجموعة من الشاحنات التي كانت تتكفل بنقل الشمندر إلى المعمل بأولاد عياد، وذلك يوم 07 ماي الجاري. وقالت ذات المصادر، أن هذا القرار الذي وُصف بالجائر، قد أفضى إلى توقف أزيد من 20 عامل موسمي كانوا يشتغلون مع أرباب الشاحنات الموقوفة، جلهم الآن يعيشون ظروفا نفسية متأزمة، ولا يعرفون الأسباب الحقيقية التي كانت وراء منعهم من مواصلة عملهم الذي يقولون أنه المورد الرئيسي لعائلاتهم . وأعرب أحد أرباب الشاحنات عن استنكاره لقرار التوقيف الذي يقول جاء لأسباب غير شرعية ترتبط بالاساس بتأسيس جمعية قانونية ، وحذر من تبعاته السلبية، وقال للجريدة إننا اليوم نعيش بين مطرقة الضغط النفسي للعمال وسندان مصاريف الأكل والشرب التي يتطلبها انتظارهم (حوالي 250 درهم في اليوم لكل ستة أشخاص )، إلى حين معرفة ملابسات هذا الفعل الذي منعنا من الاشتغال. وفي السياق ذاته، كشف أحد عمال شحن الشمندر بالشاحنات عن الوضعية المزرية التي تعيشها هذه الفئة من اليد العاملة ، وقال أن أجرتها لا تتجاوز 13 درهم للطن الواحد من الشمندر( 9 دراهم تتكفل به شركة سوطا و4 دراهم من أرباب النقل) ، وبما أن كل شاحنة يقول تتوفر على حوالي 6 عمال، فإنه من الممكن ألا يتجاوز المياوم الذي يشتغل تقريبا 24 /24 ساعة 40 درهما خلال بعض الأيام ، لأن الاتفاقية حسبه لم تتخذ بعين الاعتبار معيار البعد بالنسبة لعمال الشحن ، مثلما فعلت مع أرباب الشاحنات. ومما يزيد الطين بلة، يقول المتحدث انه خلال كل عشرة أيام يتم خصم 10 % من الأجرة كضمانة لكن بطعم الضغط لضمان استمرارية العمال في العمل بدون انقطاع. وعلى عكس ما تروجه بعض الأبواق المستفيدة من عائدات معمل سوطا، يقول احد الفاعلين الجمعويين، إن الوفرة في الإنتاج والنتائج المحققة في السنوات الأخيرة لم تواكبها سياسة اجتماعية بنفس الوتيرة، ولم تنعكس إلى حد الساعة على أوضاع شغّيلة أولاد عياد والمنطقة بشكل عام، مقارنة مع ما يجنيه أربابو الضيعات الفلاحية الكبرى. وقال ، إن بعض العمال الموسميين ، يشتغلون في ظروف مأساوية جدا يزداد حجمها أكثر بالنسبة للمشغلين في شحن الشمندر، الذين لا يستفيدون من كل الحقوق المنصوص عليها في مدونة الشغل ويتم استغلالهم أبشع استغلال من طرف أرباب الشاحنات، وتحدد أجورهم انطلاقا من عدد الأطنان التي يقومون بشحنها ، وهم لا يتوفرون على الحد الأدنى للأجر ولا يستفيدون من غالبية العطل تقريبا ، والأجدر من ذلك انه غير مصرح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي ولا يتوفرون على شروط السلامة البدنية ولا يستفيدون من التغطية الصحية وباختصار إن كل الحقوق الواردة في المدونة غائبة على أرض الواقع. وأكد المتحدث على أن المنطقة فعلا "بقرة حلوب" ، خيراتها لا تتوقف وهي كلها أرض معطاء، لكن مردوديتها لا تعكس ما تعيشه أولاد عياد من إكراهات تنموية، فالشركة أكيد تساهم في الاقتصاد الوطني بنسبة كبيرة ، لكنها أيضا تجني الملايير مقبل استمرار نفس الوضعية بالنسبة للعمال أو البلدة ككل.