رغم مشاغل عاهل البلاد الكبرى, ارتأ جلالته في خطابه ليوم امس ان يوضح لشعبه امور كان على هذا الشعب ان يعيها جيدا. فعندما يتكلم الملك عن مصوت مرتشي وعن مرشح راش يغيب بعد نجاحه و لا يظهر الا عند ظهور الانتخابات المقبلة ويعيد المرشح نفس الاسلوب ويتبعه الناخب بنفس الطريقة, فهذا الناخب اقل ما يمن القول عنه انه جاهل, جائع مدمر لمستقبل البلاد و العباد. فالرشوة تصنع من الكبار دكتاتوريين وخونة ومعتدين وظالمين ومن الصغار العبودية والإذلال والاستصغار. الملك يقول للشعب اختر جيدا وبعقل من هو مؤهل لتمثيلك و خدمتك, وشرح له ادوار المؤسسات بطريقة مبسطة لا يجد معها المرء صعوبة في الفهم. قال ان الحكومة ليست هي المسؤولة عن الخدمات المقدمة من الجماعات الترابية. التساؤل المطروح هو هل من اذن صاغية ؟ الجواب هو ان غالبية ابناء شعبنا لن يفهمووا الدرس الا بعد حين او بعد فوات الاوان. فما المرجو من شعب لا يريد ان يعرف و لا هو يريد ان يفهم؟ كل ما يريده هو المال فقط, وباية طريقة, وباسرع وقت ممكن. ان يسرق, ان يتاجر في المخدرات, ان يقتل, ان يمتهن الدعارة, ان يبيع لحم امه او اخته, او شرف العائلة او الوطن, كل هذا لايهم في سبيل المال. قال صاحب الجلالة ان بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم, وانا اقول وهل من اناس يستحقون ان تكدح من اجلهم؟ فالخبيثون لا يصوتون الا على الخبيث, ومن اشتراك ببعض الدريهمات لا يحق لك ان تحاسبه لانك في واقعه انت عبدا له, و العبد لا يناقش سيده. قال جلالته من يتكلم كثيرا اكثر من غيره لا يستحق التصويت عليه, اقول, يامولاي وهل من شيء اخر نتقنه غير الكلام. فجلنا نظريا, فلاسفة و سياسيين, وفقهاء وعلماء ... و في ارض الواقع, خونة, منافقين, كدابين, لصوص ... وبما ان الامر قد تغير في محيطينا , فوجب علينا اعادة ترصيص صفوفنا من جديد, واعادة مناهج ابائنا و اجدادنا, حيث الاخلاق والثوابت والعمل الصالح وحب الله والوطن والملك وساداتنا وولاة امورنا بدون طمع و لا غاية. الرابع من شتنبر سيمضي كما مضت الايام, وسيصوت الشعب وستتكون المجالس, لكن هل سيتغير الشعب ؟