بعد مقالين موثقين بشريطي فيديو اللذان يظهران الكمية الكبيرة من مياه الري التي ضاعت و تضيع كل يوم بسبب من الاسباب, واللذان قمنا بنشرهما فقط من منطق الغيرة الوطنية ولجر المسؤولين نحو التعامل مع هذه الظواهر إما بالحزم إن كان المواطنون هم السبب و إما بالبحث عن موضع الخلل إن تعلق الامر بسوء التدبير. الا أن المسؤول الاول المحلي كان له راي اخر في الموضوع. فعوض ان يوشح صدر المراسل الصحفي بوسام الشرف على ما اسداه من خدمة, تم ارسال لجنة هو قائدها صوب مزرعة عائلة الصحفي للتفحص وللبحت عن ادنى دريعة لتوريطهم,. كما قام بعد ذلك باستدعاء البعض منهم للمسائلة. القيام بالواجب امر اجباري و لو على حساب الصحفي نفسه اوعلى من بكبره شأنا, لكن تعامل المدير الذي هو بالمناسبة انسان طيب الاخلاق, غير منطقي بحمله لفلسفة الانتقام عليه اذ كان عليه ان يتعامل مع الموضوع بمنطق مسافة واحدة من الجميع. وبالمناسبة يقول الصحفي انه يحمد الله بكونه لا يملك لا حقل و لا منزل و لا سيارة ولا رصيد في البنك, بل العجيب في في الامر انه في صدد البحت عن طريق اقصر للشهادة, و عليه فلا لجنة المدير تخيفه ولا غيرها, كما لا يثنيه ذلك عن اثمام مسيرته في النضال العادل و المعتدل. علما ان في جعبته مواضيع كبرى يتحفض عن ذكرها في الوقت الحالي. ويستغرب الصحفي الذي تربى في بيت المؤسسة العسكرية التي لا تعرف لا نفاقا سياسيا و لا اجتماعيا من تناقض المسؤول المدني المطالب للديموقراطية والمستثني نفسه منها. فإن صار المغرب السياسي الحالي يعيش مرحلة الانتقال الديموقراطي استنادا الى التجارب الدولية, فان انجاح هذه المرحلة و الانتقال الى المرحلة المرجوة تتطلب بالدرجة الاولى الى اخلاق عالية وبصيرة متنورة و افئدة خالية من الحسد و الانتقام. فكثير من الناس من يتهم الدولة العميقة او المخزن او جلالة اللملك شخصيا بعرقلة هذا الانتقال, لكن و مع اعتماد التوافق السياسي ومشاركة كل الحساسيات و التوجهات و كل الفاعلين بمختلف مشاربهم ومن بينهم منظمات المجتمع المدني, اتضح ان العيب الكبير تتحمله هذه الكائنات التي اثبت في حقها كثير من المطامح و الاطماع الشخصية والعائلية وأن ما تدعيه في العلن ليس ماتخدم عليه في الخفاء. وبما ان الاعلام اضحى قوة ضاغطة, يقول الصحفي انه سيسعى من خلاله ابراز قضايا ذات الشان العام كما تقتضيه المرجعية الدستورية وفي اطار الديموقراطية التشاركية للارتقاء بالمملكة صوب الصفوف التي تليق بها, وليس استغلالا لهذه السلطة المعنوية الشاقة بغية الانتقام او جرح كبرياء احد. ويتساءل عن موضع العيب ان قلنا ان المياء تضيع بشكل لا يقبله العقل, او نقول بان المدير لا يقوم بواجه, او فلان فاسد رغم ان الصطلح لم نستعمله بعد.