أخيرا وبعد طول انتظار أصدر الديوان الملكي قرارا يعفي وزير الشباب والرياضة السيد محمد اوزين من مهامه، بعد فضيحة أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، وجاء قرار اقالة اوزين من مهامه بعد ان كشفت التحقيقات التي اجرتها وزارة الداخلية ووزارة المالية، المسؤولية السياسية والادارية المباشرة لوزارة اوزين في الفضيحة الى جانب الشركة التي قامت بإنجاز الاشغال خاصة فيما يتعلق بعيوب انجاز اشغال تصريف المياه وتهيئة ارضية الملعب واختلالات كبرى في منظومة المراقبة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة ... اقالة الملك اوزين جاءت لتعزز التعاون الواضح بين رئيس الحكومة والملك، خاصة وان اقالة رئيس الحكومة للاوزين كانت ستجعل صمود التحالف الحكومي على كف عفريت، بل ان الكواليس ما قبل توقيف اوزين من طرف المللك عن مشاهدة نهائي الموندياليتو كانت تشير الى تحرك حزب الحركة الشعبية من اجل الضغط على بنكيران والتلويح بالخروج من الحكومة بحيث اعلن الحزب وقتها عن ندوة صحفية للاعلان عن ذللك قبل ان يتم الغائها بسبب قرار المللك الشهير... ما يصعب على بنكيران يسهل على الملك، هذا الاخير يحاول قدر الامكان التدخل حينما يرى رئيس حكومته في ورطة والامثلة كثيرة اخرها قضية اوزين ... قرار المللك وان تاخر شيئا ما، كان منتظرا وخلف ارتياحا كبيرا لدى جميع المتتبعين للشأن الوطني الا انه لم يكن كافي ولم يشفي غليل الجماهير وعموم الشعب المغربي،وأصبح من الضروري تطبيق القانون وتحريك المساطر القضائية في حق هذا المسؤول الذي اساءللمغرب ككل جراء سوء تدبيره وتهاون وزارته عن القيام بمهامها على أكمل وجه، ايمانا وعملا بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة مع ارجاع الأموال الضخمة التي تم تبذيرها بدون ان تكون لها صدى على ارض الواقع. فهل قرار إقالة أوزين من منصبه يعتبر نهجا جديدا يسلكه الملك لربط المسؤولية بالمحاسبة ورسالة غير مشفرة للمسؤولين عن تدبير الشأن العام، أم أن هده الحالة تعتبر استثنائية و منعزلة ؟ و هل صحيح أن أوزين هو المسؤول الحقيقي عن هذا الإخفاق أم أنه كبش فداء تمت التضحية به...؟ . ومن شان تقديم اوزين للقضاء ان يعطي صورة قوية وأكثر مصداقية لحكومة عبدالاله بنكيران التي منذ تشكيلها اعلنت شعار قويا وهو اسقاط الفساد، غير ان هذا الشعار راوح مكانه ولم يصل بعد الى ما كان متوقعا منه للاسف الشديد... هذه البداية و كما يقال أول الغيث قطرة و الفساد متجذر في المؤسسات ، محاربته ستأخذ وقتا طويلا و لكن لا بد من المحاسبة و الضرب بيد من حديد حتي يتعلم الاخرون من دروس غيرهم .