في الوقت الذي كان فيه البعض لا يستبعد أن يُطوى ملف فضيحة أرضية ملعب مركب الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط بطريقة من الطرق، ويتم الإبقاء على القيادي في حزب الحركة الشعبية، محمد أوزين في منصبه على رأس وزارة الشباب والرياضة في حكومة عبد الإله بن كيران، جاء الديوان الملكي بالخبر اليقين، خبر إعفاء أوزين من منصبه الوزاري، بعد ثبوت مسؤوليته السياسية والإدارية عن الفضيحة، مما جعل الكثيرين يستقبلون النبأ بغير قليل من التفاؤل بالمستقبل، ويطرحون سؤال: هل الحدث بداية "حقيقية" لربط المسؤولية بالمحاسبة؟ إحدى المبادئ التي خطها الدستور الجديد لسنة 2011. الإعفاء.. والمسؤولية السياسية والإدارية لأوزين لقد نص الدستور الجديد لسنة 2011 على مبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة" وهي المسؤولية "السياسية والإدارية" التي حملها تقرير رئيس الحكومة،عبد الإله بن كيران، حول "الفضيحة الكبرى"، المرفوع إلى الملك محمد السادس، (حملها) لوزارة الشباب والرياضة التي كان يرأسها محمد أوزين. فقد كشفت نتائج الأبحاث عن وجود عيوب في إنجاز أشغال تصريف المياه، وتهيئة أرضية الملعب التي لم تتم حسب مقتضيات دفتر التحملات، إضافة إلى عيوب ونواقص في جودة الأشغال التي أنجزتها المقاولة المكلفة بالمشروع، وهو ما يعني ضمنيا أن وزارة أوزين لم تقم بمهامها في المراقبة التقنية وتتبع الأشغال لتكون وفق الضوابط والشروط التي نص عليها دفتر التحملات بين الطرفين. وهذا يدل أيضا، كما نص على ذلك بلاغ الديوان الملكي، على أن منظومة المراقبة التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة "مختلة". وليس هذه الخروقات فقط التي جعلت محمد أوزين "يستحق" الإقالة من منصبه، حتى وإن طلب الإعفاء، فقد أبانت الأبحاث أن مباشرة الأشغال تأخرت بسبب تأخر إصدار ببدئها وهذا الأمر تصدره وزارة أوزين بصفتها الجهة الوصية، فلم تنطلق إلا "بضعة أشهر" قبل انطلاق الموندياليتو المغربي فكان من "الطبيعي" أن لا تكون الأشغال كما ينبغي لها أن تكون. لكن الأدهى من ذلك كله، هو إصرار محمد اوزين، على الإبقاء على برمجة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله لاحتضان مباريات للتظاهرة الرياضية العالمية رغم عدم أهلية الملعب لذلك، في الوقت الذي كان من الممكن نقل المباريات إلى ملعب أكادير أو ملعب آخر والخروج من "باب واسع" كما يقال. الإعفاء.. ربط للمسؤولية بالمحاسبة ورأى منصف اليازغي، الباحث والخبير في مجال السياسات الرياضية، أن إقالة وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، "ليست إلا تطبيقا وتفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة"، وهو ما جعل الملك يصدر هذا القرار "الذي كان متوقعا"، حسب ما صرح به ل"الرأي". بعد ثبوت تورطه.. هل سيتابع أوزين قضائيا؟ ومباشرة بعد الإعلان عن إعفاء الملك محمد السادس لمحمد أوزين من منصبه، وبعد ثبوت مسؤوليته في "الفضيحة الكبرى"، ارتفعت أصوات نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" المطالبة بمتابعة القيادي الحركي أمام القضاء، بسبب ما اعتبروه "إهانة" تعرض لها المغرب عالميا بسبب "تقصير" وزارته في القيام باللازم قبل الموندياليتو المغرب. وتساءل نشطاء آخرون: " بعد ثبوت تورطه.. هل سيتابع أوزين قضائيا؟". سؤال سيجد جوابه في الأيام المقبلة لسنة جديدة يبدو أنها بدأت ساخنة.