من أكبر المشاكل العالقة التي على عامل اقليمازيلال النظر فيها خلال زيارته المرتقبة الى جماعة أرفالة، ما تعيشه بعض الدور السكنية بدير دوار بوعزير من معاناة حقيقية ، نتيجة غياب الماء الشروب، و هي المعاناة التي تسببت في العديد من الحالات المأساوية للأطفال والتلاميذ الذين توقفوا عن الدراسة بعدما لم يكتب لهم النجاح بسبب ضعفهم الدراسي الناتج عن تكفلهم بجلب هذه المادة الحيوية. وارتباطا بهذا الوضع ، تجذر الإشارة السيد العامل الى أن أطفال هذا الدير تحولوا ومنذ نعومة اظافرهم الى" آلة يومية" لجلب الماء الشروب من عيون الجبال التي تبعد عن منازلهم بأزيد من اربع كلمترات ، و تبقى حالات الإستثناء هي عندما يتعثر أحدهم ، حيث تصبح الأسرة مجبرة على شرب ماء قناة تساوت التي يعرف الكل انها تحولت الى مجرى للمياه العادمة في غياب وعي بيئي ، وفي غياب مراقبة مستمرة للمتهورين الذين حولوا النهر الى محطة للمياه العادة خاصة ببلدية اولاد عياد. السيد العامل قد تقول حاشيتكم ، أن الأشغال على قدم وساق ، وأن الدراسة قد أُنجزت ،وأن بضعة مشاكل هي التي تعوق المشروع، وان منتخبي الجماعة قد عملوا ما في جهدهم، وان المكتب الوطني للماء الشروب على استعداد للبدء في المشروع ، وان الساكنة امتلكت صبر أيوب ولا مجال للقلق وووو، وأقول بصوت المتضررين ان سمفونية هذا القول قد اثقبت آدان الساكنة ولا جدوى من اجترارها، لأن قهر الماء أصعب واكبر مما تقوله حاشيتكم ،ولأن هذا المشروع من المرجح ان يكون قد عرف تلاعبات خطيرة، ولأن المكتب الوطني للماء الصالح من المحتمل ان تكون له متطلبات اضافية قد لا تتحقق خلال هذه السنة او تلك ، وان الأهم من كل هذا هو ان الساكنة في حاجة الى جرعة ماء بغض النظر عن كل الإكراهات. غير هذا ، السيد العامل أخبركم وبمرارة، أن حوالي 30 اسرة من دوار بوعزير بنفس الجماعة وبالضبط من حي جيرولا، تعيش ما يزيد عن 10 سنوات بدون كهرباء ، وبالرغم من ان حالتهم قد وصلت الى رواق المحكمة إلا ان الوضع لازال على ما هو عليه . واليوم يقولون انهم طرقوا كل الابواب بما في ذلك باب عامل الاقليم سابقا، لكن هذا المطلب ظل يراوح مكانه، ولحد الساعة لم يجد حلا يشفي غليل السؤال بدعوى ان المتضررين قد احتلوا هذه المباني التي تعود الى شركة جيرولا ، لكن لا هذا الجواب أو ذاك يفي بالغرض، والملف كله يحتاج الى تحقيق جدي وجديد لمعرفة المتورطين الجقيقيين والأسباب التي حوّلت هؤلاء المواطنين الى هذه الدور السكنية تاركين منازلهم الحقيقية التي تحولت الى خربات بفعل عوامل عدة. وقبل هذا السيد العامل الم تكن السلطة انذاك في "البلاد" حتى تترك هذه الفوضى العارمة، خصوصا وأن الأخبار تفيد ان ما تسميهم اليوم الادارة بالمحتلين لهذه الدور السكنية، لم يتحولوا دفعة واحدة بمعنى أنه كان بالإمكان صدّهم قبل ان يغرسوا الأشجار ، ويرمموا الحيطان، وينجبوا الأولاد ولا من حرك ساكنا آنذاك؟.