تزامنا مع موجة البرد والثلوج التي عرفتها وتعرفها جماعات وقرى الأطلس المتوسط ، استفاد جميع تلاميذ وتلميذات الفرعيات التابعة لمجموعة مدارس ملوية وفرعية إسودال التابعة لمجموعة مدارس تازيزاوت جماعة أغبالة التابعة للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية ببني ملال ، البالغ عددهم 337 تلميذة و تلميذا وأسرهم ، من مساعدات على شكل أغطية وألبسة وأحذية جديدة ومواد غذائية وحملة تحسيسية وقافلة طبية وأنشطة ثقافية وترفيهية ، وذلك يوم السبت الماضي 14 فراير 2015 بحضور قائد مركز أغبالة ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة . وقد استغرقت رحلة وصول قافلة الدفء التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة تالة أزيلال للموسم الثاني على التوالي إلى دوار تعدلونت بجماعة اغبالة إقليمبني ملال حوالي ثلاث ساعات من الزمن لقطع ما يناهز 171 كيلومتر في مسالك جبلية جد صعبة. وجاءت هذه المبادرة في إطار المحطة الخامسة من النسخة الثانية من " قافلة الدفء التضامنية مع تلميذات وتلاميذ المناطق الجبلية " بجهة تادلا أزيلال التي أطلقتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلا أزيلال تحت شعار "حتى يعم الدفء الجميع واستمرت على مدى يومي 13 و 14 فبرير 2015 بدوار تعدلونت . وعرفت فعاليات هذه القافلة التضامنية بداور تعدلونت أنشطة ترفيهية وثقافية مختلفة ومتنوعة لفائدة التلاميذ والتلميذات تفاعل الأطفال مع فقراتها الفنية والبهلوانية ، تزيين و صباغة جدران المدرسة لتهيئ فضاء مناسب للدراسة ، إقامة مكتبة صغيرة تحتوي على قصص ، حملات تحسيسية في أوساط النساء بمخاطر العنف الممارس ضد النساء والفتيات وزواج القاصرات ، كما تم تقديم مساعدات ل 66 أرملة عبارة عن أغطية وألبسة ، إضافة إلى قافلة طبية متعددة الاختصاصات استفاد من خدماتها سكان دائرة اغبالة وتزي نسلي والرحل المتواجدين بالمناطق الجبلية لاغبالة. وقد كانت هذه القافلة فرصة سانحة لاكتشاف مهارات مجموعة من التلاميذ في التنشيط والتقديم مما يبرهن بالملموس المستوى التعليمي الذي يتمتع به أبناء هذه الدواوير بإشراف طاقم تعليمي مكون من معلمتين ومعلم صفق لهم الجميع كثيرا عرفانا لمجهوداتهم الجليلة في هذا الشأن. هذا وقد خصص أهالي وسكان دوار تاعدلونت الذي يقع في الحدود الشرقية لإقليمبني ملال استقبالا حارا لمنظمي القافلة المتنوعة الخدمات ، وأحاطوهم بحفاوة وكرم الضيافة يستعصي على الوصف حيث جعلوا من هذه الأيام عيدا نصبوا فيه الخيام ورفعوا الأعلام ولبسوا أحسن الثياب ، وأحكموا فيها التنظيم بشكل جعل منظمي القافلة لا يملون بين الفينة والأخرى من تقديم جزيل الشكر لساكنة تاعدلونت على الاستقبال الرائع وكرم الضيافة . وقد عرفت ليلة الجمعة 13 فبراير 2015 مسابقة ثقافية بين تلاميذ الدوار المتمدرسين بالإعدادي والثانوي وسهرة للشعر الأمازيغي / إمديازن شارك فيها كل من الشاعر الأمازيغي حمو خلا والشيخ زايد لوسيور والشيخ موحى أوخلا والثلاثة من دوار تسروالين قيادة أموكر إملشيل إقليم ميدلت تابعها جميع ساكنة الدوار . وأفاد السيد مدير محمد الخلفي أن النسخة الأولى من قافلة الدفء السنة الماضية عرفت توزيع ما يناهز35 طن من الألبسة والأغطية والمواد الغذائية استهدفت 10 آلاف تلميذ وتلميذة وكذا آبائهم وأمهاتهم ، وأن مساعدات هذه السنة تجاوزت 40 ألف طن أستفاد منها في محطتها الأولى 500 تلميذ وتلميذة من م/م تيحونة التابعة لجماعة تزي نسلي يوم 13 يناير 2015 ، و205 تلميذ وتلميذة في المحطة الثانية ب م/م فم العنصر يوم يوم 20 يناير 2015 ، 160 تلميذ ب م / م أيت إكو يوم 20 يناير 2015 بإقليمبني ملال و 1600 تلميذ وتلميذة بزاوية أحنصال إقليمأزيلال في المحطة الرابعة يوم 24 يناير 2015 ، و237 تلميذ وتلميذة ب م / م ملوية يوم 14 فبراير 2015 ولا تزال هناك محطة أخرى يوم 20 فبراير 2015 المقبل . وأكد الأستاذ محمد الخلفي أن من أهداف هذه القافلة ترسيخ قيم التضامن والتكافل الاجتماعي لدى الناشئة ، وتنمية الحس المواطناتي والسلوك المدني الإيجابي و مساعدة المتعلمين والمتعلمات وكذا أسرهم في المناطق الجبلية على تجاوز الظروف المناخية الصعبة . ولهذا الغرض قامت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتنسيق جهودها مع مجموعة من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وفعاليات المجتمع المدني من أجل جمع التبرعات . وفي تصريح للدكتور رشيد شهاب المندوب الإقليمي لوزارة الصحة ببني ملال أكد أن مشاركة المندوبية الاقليمية للصحة في هذه القافلة تأتي في إطار تجسيد التعليمات السامية لصاحب الجلالة الرامية إلى تقديم وتقريب المساعدة والخدمات الطبية الضرورية للتخفيف من اثار موجة البرد لفائدة ساكنة المناطق التي تعرف انخفاضا شديدا لدرجات الحرارة في هده الفترة من السنة وخاصة المناطق الجبلية والمعزولة ، وتفعيلا لمخطط التدخل الاستعجالي وبرنامج الصحة القروية لوزارة الصحة . مضيفا أن مجموع المستفيدين من خدماتها قدر ب 2200 نسمة من خلال وحدات طبية متنقلة وطاقم طبي متكون من 4 أطباء عامين و أطباء اختصاصيين في طب الأطفال والنساء والتوليد إضافة إلى 8 أطر شبه طبية متعدد التخصصات ومولدتين كما تم تدعيم القافلة الطبية بخدمات مختبر بيولوجي متنقل تحت اشراف تقني مختبر متخصص. هذا وقد بلغت الفحوصات الطبية المقدمة للساكنة ما يناهز 950 فحص موزعة كما يلي: الفحوصات العامة 576 ، طب الاطفال 126، طب التوليد والأمراض النسائية 129، فحص النساء المقبلات على الولادة 24 مع تسجيل حالة مستعجلة تم ارسالها على الفور الى المستششفى الجهوي ببني ملال (ولادة سابقة لأوانها )، الفحص بالصدى والتحليلات البيولوجية 76 ، إضافة الى مجموعة من الحصص التحسيسية والتوعوية لفائدة 521 من ساكنة المنطقة همت بالخصوص مجموعة من الرسائل التربوية للوقاية من اثار البرد ,كما تم في هدا الصدد توزيع أدوية بالمجان بقيمة مالية تقدر ب 55.000 درهم. وتجدر الإشارة إلى أن القافلة التضامنية مع ساكنة تعدلونت نظمت من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بشراكة مع النيابة الإقليمية للتعليم ببني ملال والمديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة ببني ملال وجمعية التأهيل للرياضة والثقافة والتنمية ببني ملال و جمعية نساء المناطق الجبلية بني ملال ، وجمعية بصيص الأمل والجمعية المحلية ورين للتنمية الفلاحية تعدلونت وشركاء آخرين . وفي سياق متصل عبر سكان دوار تعدلونت من خلال مجموعة من التصريحات للجريدة عن معاناتهم مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء ، والحاجة الماسة لانشاء القنطرة التي تعتبر المدخل الوحيد الذي يربط دوارهم بالطريق التي تم إنجازها منذ 3 سنوات حيث يستحيل تجاوز الواد خصوصا في موسم التساقطات المطرية ، إضافة إلى انعدام مستوصف يقدم الخدمات الصحية للساكنة بالدوار وضعف تغطية الهاتف النقال