بشراكة مع الشبكة الأكاديمية للتكوين والبحث والابتكار في الطاقات المتجددة نظمت جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال الجامعة الصيفية حول "النجاعة الطاقية في المجال الصناعي" ما بين 8 إلى 12 شتنبر 2014 بالكلية متعددة الاختصاصات بني ملال لفائدة الطلبة الدكاترة والمهندسين وطلبة الماستر المنتمين لمختلف الجامعات المغربية (12 جامعة ) وتهدف جامعة السلطان مولاي سليمان من تنظيم هذه الجامعة الصيفية إلى المساهمة في تكوين هؤلاء الطلبة الباحثين في مجال النجاعة الطاقية نظرا للنقص الذي يعرفه المغرب في هذا المجال ، ولمصاحبة المغرب في الاستراتيجية الوطنية حول النجاعة الطاقية وتتكون مواد الجامعة الصيفية من مجموعة من الدروس والمحاضرات يلقيها أساتذة متخصصين من مختلف الجامعات المغربية والدولية . وبهذه المناسبة ألقى الدكتور بوشعيب مرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان كلمة في الجلسة الافتتاحية رحب في بدايتها بكل الضيوف،وعبر عن سعادته بمشاركتهم في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية حول النجاعة الطاقية في المجال الصناعي. كما توجه بشكره للسيدات والسادة الأساتذة، مؤطري هذه الجامعة الصيفية، على تحملهم عناء السفر ومساهمتهم في تكوين باحثين شباب وطلبة في ميدان يعرف خصاصا كبيرا في الأطر و الذي خصص له المغرب مخططا وطنيا سيمكنه من خفض استهلاكه من الطاقة و تخفيف عبء التكلفة الطاقية على الاقتصاد الوطني و المسا همة في التنمية المستدامة. وأكد المرناري أن المغرب يعرف في السنوات الأخيرة، تحولات اقتصادية واجتماعية سريعة جعلت حاجياته الطاقية تعرف ارتفاعا مضطردا الأمر الذي يكلفه موارد مالية مهمة (100 مليار درهم سنة 2012). وأوضح المرناري أنه للخروج من هذه التبعية الطاقية ومن أجل الاستجابة لحاجيات البلاد من جهة، والمساهمة في حماية البيئة والمحافظة عليها بما يكفل تنمية مستدامة من جهة ثانية، و بالتوازي مع السياسة الطاقية المندمجة حول الطاقات المتجددة المتمثلة في: 1 المخطط المغربي للطاقة الشمسية الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2009 بورزازات، والذي سيمكن المغرب من إنتاج قوة طاقية تصل إلى 2000 ميغاواط، 2 البرنامج المندمج للطاقة الريحية الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2010 بطنجة، بقوة طاقية تساوي 2000 ميغاواط، 3 برنامج إنتاج الطاقات الإحيائية والكهرومائية بقوة 2000 ميغاواط. وضع المغرب سياسة طاقية تخص النجاعة الطاقية تهدف إلى خفض استهلاك المغرب من الطاقة إلى 12% في حدود سنة 2020، حيث سن قانون 47-09 حول النجاعة الطاقية يروم إلى تشجيع المقاولات والإدارات على نهج تدابير النجاعة الطاقية. وأبرز أنه في إطار هذه الاستراتيجية الوطنية جاء خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة عيد ثورة الملك و الشعب في 20 غشت 2014 والذي نص في إحدى فقراته على ما يلي: "ومن أهم الدعامات، التي تقوم عليها الاقتصادات الصاعدة، الارتكاز على التنمية المستدامة، والاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الأخضر. فقد عرف مجال الطاقات المتجددة، نقلة نوعية، نتيجة المشاريع الكبرى التي أطلقناها، بالإضافة إلى اعتماد استراتيجية النجاعة الطاقية، وسياسة طموحة لتعبئة الموارد المائية". وبين السيد رئيس الجامعة أنه في هذا الإطار، وتماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، و إيمانا من الجامعة بالدور المنوط بها من أجل تتبع و مصاحبة الإستراتجية الطاقية لبلادنا أخذت الجامعة على عاتقها تنظيم هذه الجامعة الصيفية حول النجاعة الطاقية في المجال الصناعي الذي يستهلك ما يقارب 32% من الاستهلاك المغربي للطاقة، بشراكة مع الشبكة الأكاديمية للتكوين والبحث والابتكار في الطاقات المتجددة لفائدة الطلبة الدكاترة و الطلبة المهندسون و طلبة الماستر ينتمون إلى 12 جامعة. إن هذه المبادرة سوف تساهم لا محالة في تحسيس الطلبة بأهمية هذا المجال الذي يعد بخلق الثروة ومناصب شغل جديدة نظيفة. وشدد المرناري أنه في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الجهوي ومن أجل تثمين المؤهلات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تزخر بها الجهة، عملت جامعة السلطان مولاي سليمان، منذ نشأتها، في إطار تشجيع التميز والابتكار وثقافة الشراكة على: 1 تنويع العرض التربوي بها بحيث تسعى إلى فتح مسالك جديدة أساسية ومهنية وتقنية تتجاوب مع انتظارات الطلبة والتفاعل مع تطور حاجيات محيطها. 2 تمفصل وتفاعل مشاريع البحث العلمي مع التكوينات داخل الجامعة. 3 تطوير نظام معلوماتي تدبيري لنتائج البحث العلمي، يمكن من نقل الخبرة المعرفة إلى محيطها. 4 تشجيع العمل في إطار شبكات وأقطاب للتكوين والبحث داخل الجامعة وخارجها. وختم بالتأكيد على سعى جامعة السلطان مولاي سليمان لتكون محورا مركزيا للابتكار المستمر في تفاعل دائم مع شركائها لتحقيق تنمية اقتصادية وبشرية مستدامة ومندمجة تجعلها تلعب دورها كقاطرة للتنمية وفقا لما هم منصوص عليه في القانون 01-00 المنظم للتعليم العالي.