أروع ما تتميز به مدينة بني ملال ، مناظرها الخلابة الذائعة الصيت .. مناظرقل مثيلها في ربوع وطننا المياس ، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ... مناظر ريانة فتانة متمثلة في شلالات منتجع "عين أسردون" البهي الذي يفتن الألباب والأبصار .. بمياهه الطبيعية العذبة الرقراقة ، وأشجاره الخضراء الباسقة ، ووروده وأزاهيره العبقة ، التي حازت من كل فن وجمال وروعة .. ومن مفارقات المنطقة أن المياه تنبع من الجبال التي يقطنها في الغالب أمازيغ الأطلس المتوسط منذ عصور خلت على شكل شلالات في منتهى الفتنة و الإبداع .. تستفيد منها قبائل عربية أو مستعربة لأنهم يسكنون السهول الفلاحية الصالحة للزراعة التي تزداد بذلك خضرة ويناعة وحسنا وبهاء.... لكن ويا للأسف الشديد ، أن هذه الثروات الطبيعية الهائلة لاتستثمرالاستثمار الصحيح المعقلن ، بل تستغل بعشوائية وارتجالية تفوق كل وصف .. وذلك راجع لعدة أسباب أهمها : (1) الإهمال اللا محدود من قبل المسؤولين : دور المسؤولين والمنتخبين كما جرت العادة دائما ، يقتصر على سياسة الترميم والترقيع والتزفيت بين الفينة والأخرى ، يتم ذلك حسب الظروف المناخية والانتخابية والزيارات المولوية الشريفة .. وتلكم حقيقة بديهية تطال كل جهات مغربنا الحبيب... فالمنتجع لا يتوفر حتى على الحد الأدنى من ظروف الترفيه التي ينشدها زواره من مدينة بني ملال والمدن المجاورة .. مرحاضان يتيمان يتقاسمهما الرجال والنساء والأطفال .. كراسي حديدية متهالكة بعدد أصابع اليدين .. مرفأ للسيارات جد صغير .. طاقته الاستيعابية محدودة ويستغل بشكل عشوائي ، مما ينتج عنه عرقلة في حركة السير .. مكان صغير منزو في ركن مهمل على مرمى قوس من المرحاض خصص للصلاة ... صهاريج أسمنتية فارغة من محتواها المائي ، متسخة تنبعث منها الروائح النتنة نتيجة الإهمال الذي أطالها لعدة سنين .. (2) احتلال المنتجع من قبل فئات عمرية فاقدة للمصداقية : فئات من الشباب من مختلف الأعمار، يستولون على المنتجع من أقصاه إلى أدناه فارضين سطوتهم وقوانينهم المقيتة الخاصة على أرضية الموقع السياحي ، بدعوى أنهم استأجروا كافة أشجار الزيتون من ذويها الأصليين .. وهم بهذا السلوك الغريب و المشبوه حسب أقوال بعضهم ، لا يرتكبون جرما يذكر.. فأنت أينما وليت وجهك فلن تجد مكانا فارغا ، فكل الفضاءات محتكرة من قبل المحتل الداخل الذي يساومك على ثمن الخدمات .. مستعملا لتحقيق جشعه ونهمه ، كل سبل الخداع والاحتيال .. ونجاحه في الإيقاع بزبائنه يرجع لشطارته وفطنته ولسانه الذي يجمع بين السلاسة والغلظة حسب نوعية كل زبون.. الأثمنة الخيالية التي فرضت على العديد من رواد المنتجع تعدت سقف 500.00 درهم ، مقابل فراش متسخ تنبعث منه الرطوبة لكثرة استعماله من دون تنظيف طوال أيام الأسبوع .. ووجبات غذائية أساليب طهيها والمواد المستعملة فيها تفقد العناصر الأساسية لسلامة الجسم .. بل العديد من الزبائن وخاصة منهم الأطفال أصابهم الغثيان وأوجاع حادة على مستوى البطن .. ذلك حسب شهادات بعض الشباب المناوئ لمثل هذه السلوكيات الطائشة التي تصنف ضمن أساليب النصب والاحتيال ... وفي حوار مع كهل قدم نفسه نائبا لرئيس إحدى جمعيات عين أسرون ، أكد أن الأمور كانت من قبل في أبشع صورها ، من حيث الخدمات العشوائية الباهظة الثمن ، وانعدام الرقابة على المواد المستهلكة و انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بجميع أنواعها وتفشي أسلوبي العري والخلاعة ... لكن الأمور حسب قوله أضحت أحسن مما كانت عليه من قبل ، بفضل تدخل السلطات الأمنية التابعة لولاية أمن ببني ملال ، التي أوقفت العديد من المشتبه فيهم حيث أحالت بعضهم على العدالة ... (3) الوضع الأمني غير المستقرفي المنتجع : الوضع الأمني في المنتجع" دائما حسب شهود عيان" يعرف المد والجزرفي نسب التدخلات ، إذ يجمع بين الصرامة والحضور المكثف لرجال الأمن والقوات المساعدة أحيانا ، وبالجمود والتدخلات الخجولة أحيانا أخرى وفق ما تمليه ظروف معينة ، لايفقهها إلا القائمون على الوضع الأمني في المدينة ومحيطها.... وجديربالذكرأن رواد المنتجع في مجملهم من الطبقات الاجتماعية الأقل موارد ، إذ الطبقات الأخرى الأوفر دخلا تفضل مخيمات ومصطافات مصنفة رغم ارتفاع التكلفة ، هروبا من مثل تلكم المشاكل التي يصعب حصرها .. واللبيب بالإشارة يفهم ، سبب تقلب الأحوال الأمنية في مثل تلك المنتجعات الشعبية المجانية ... (4) سلوكيات مشينة تمارس بالمنتجع : (5) غياب التوعية وضعف الحراسة بالمنتجع : حماية البيئة لا يعد خيارا يحتمل القبول أو الرفض ، بقدر ما هي مسألة بقاء لا تحتمل التأجيل أو التراخي في السعي نحو توفيركل المقومات لإنجاحها .. والإعلام بوسائله المتعددة والمتنوعة يلعب دورا أساسيا وحاسما في توعية الناس وجعلهم يعطون للبيئة القدر الكافي من العناية والإهتمام .. كل ذلك من أجل سلامتهم وسلامة أبنائهم وممتلكاتهم وكذا المحيط الذي يحتويهم .. كل هذه الجوانب نجدها مغيبة وغير فاعلة في هذا المنتجع .. لا ملصقات توعية .. لا لافتات .. لا صور.. لا إشارات .. لا أنشطة جمعوية تحسيسية ... ويضاف إلى ذلك هم آخريتمثل في قلة الحراسة و الحراس .. فعدم تواجدهم بالشكل المطلوب ، يشكل خطرا على مختلف المكونات البيئية بالحديقة ... تغريدة أخيرة : "عين أسردون" أحد المزارات السياحية الرائعة التي يقصدها آلاف السياح المولعين بالسياحة الجبلية والماء والخضرة والظلال الوارفة .. عين أسردون ملهمة الفنانين والشعراء ، تتكلم جميع لغات العالم ... كان أحرى وأجدر على المسؤولين وناس المدينة على الخصوص أن يولوها كامل العناية والاهتمام ، حتى تعود إلى الواجهة من جديد وحتى تعود البسمة والفرحة والحبورإلى الوجوه الوجلة المكلومة .. التي ذاقت ذرعا من ذ لكم الإهمال والإقصاء الذي أطال كنزا سياحيا وطبيعيا لم يستثمر بالشكل اللائق والمطلوب ..................... "عبد الحفيظ الحاجي" "عين أسردون" 03 08 2014م