يعتبر الكتاب المدرسي من بين الحوامل الديداكتيكية الممكنة لتصريف المنهاج التربوي، و هو الوعاء الذي تصب فيه القيم والمعارف والمهارات والمواقف التي بإمكانها أن تحدث التغيير لدى المتعلم من أجل مساعدته على الاندماج الاجتماعي والمساهمة في بناء شخصيته وذاته، الشيء الذي جعل الكتاب المدرسي يحظى بأهمية كبيرة جدا لما يقوم به من وظائف متعددة ومختلفة، ولقد عرف هذا المفهوم تعاريف متعددة تختلف باختلاف الإطار المرجعي المؤطر للباحث التربوي، ومن بين أهم التعاريف التي أعطيت للكتاب المدرسي يمكن أن نذكر ما يلي: الكتاب المدرسي هو " أحد الأدوات الأساسية – داخل مؤسسات التربية على الخصوص – لتداول المعرفة وتعميمها"[1]، وهو أيضا " أحد أدوات المؤسسة التربوية. إنه مطبوع(imprimé) كما تعرفه أغلب البحوث الديداكتيكية، مرافق للتلميذ داخل الفصل وخارجه. وبما هو كذلك، فهو أداة يدوية(manuel) قبل أن يكون أداة فكرية لأنه موجه – مؤسسيا وديداكتيكيا – لأجل التشغيل والاشتغال الذاتي، والكتاب المدرسي فوق ذلك، أداة ديداكتيكية وسيطة، فهو لا يتوجه مبدئيا من مؤلف ما إلى متلق معين، بل هو أحد أدوات المؤسسة المدرسية."[2] حسب فرانسوا ريشودو، الكتاب المدرسي هو " مطبوع منظم موجه للاستعمال داخل عمليات التعلم والتكوين المتفق عليها "[3]؛ الكتاب المدرسي هو " مجموع الوثائق المطبوعة المستعملة في التدريس وخصوصا كتب التمارين والتطبيقات وكتب القراءة وكتب التعليم المبرمج والجذاذات وغيرها "[4]؛ الكتاب المدرسي حسب دولانشير هو عبارة عن " مؤلف ديداكتيكي يتصور أصلا لأجل تعلم معارف ومهارات مبرمجة داخل مقرر خاص بمادة دراسية أو مجموعة مواد متقاربة فيما بينها ".[5] إذن من خلال هذه التعاريف يتضح أن الكتاب المدرسي هو عبارة عن أداة ووسيط ديداكتيكي يدوي من خلاله يتم نقل المعارف والمهارات، إلا أن الملاحظ أن جل هذه المعارف أهملت الجانب القيمي للكتاب المدرسي. ومن بين التعاريف الأخرى الخاصة بالكتاب المدرسي يمكن أن نورد ما يلي[6]: الكتاب المدرسي هو الوعاء الذي يشتمل على المادة التعليمية التعلمية، لذلك اعتبر وسيلة تعليمية تنتظم فيه معطيات معرفية وقع اصطفاؤها وتنظيمها وتبويبها وعرضها للتعليم والتعلم؛ الكتاب المدرسي هو مجموعة من الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية و الفنية التي تهيؤها المدرسة لطلابها داخل المدرسة أو خارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل و تعديل سلوكهم (ميلود حبيدو)؛ الكتاب المدرسي هو الوسيلة الأولى التي استخدمها الإنسان للتثقيف والتعليم في العالم، وسيظل أيضاً شاهداً على حضاراتنا الإنسانية، فلولا وجود الكتاب ما كان هناك علم أو تراكم معرفي يؤدي بالتالي إلى التطور والرقي الحضاري، وهو الأداة المتاحة والممكنة التي تصل إلى التلميذ والمعلم في كل مكان، كما أن الكتاب المدرسي يمثل الجانب الرسمي في البرامج التعليمية للدولة . يتبين من هذه التعاريف الأخيرة أن الكتاب المدرسي انتقل من الاهتمام بالجانب المعرفي المهاري إلى الاهتمام بالخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية و الفنية من أجل إحداث التعديل في السلوك.