أقواس: إقطاعيات العالم الرقمي

أن تكون رقما، رقما فقط ، لتعزز الرصيد النجومي لشخص (افتراضي).... لكن هذا الرصيد الضخم سيحول هذا الشخص إلى نجم واقعي، فيما تذوب الأرقام، ووراءها الوجوه المتلهفة ،المنفعلة والمتعطشة، سبائك من ذهب وأشياء وشهرة. هي أيضا ستباع مرات ومرات في أسواق الأضواء التي تنظمها لقاءات ومهرجانات، تصم الآذان بصخبها. ولا يتوقف الأمر هنا... ثمة جحافل أخرى لا دخل لها في صناعة هذه العواصف الهوجاء، ستدفع الثمن من عرقها، من ضرائبها كما يقال. وماذا يحدث بعد مرور العواصف التي لا تتوقف؟ هوات كبيرة تنحفر في فضاءات الثقافة، على الأقل، لتمتلئ بالظلمة والعماء. وفي (الحضيض) تترسب تلك الأعمال العظيمة والجميلة، تلك التي تتطلب استعدادات أخرى من التريث والتأمل والنقد.
ولقد بات من المألوف تسجيل عدد المشاهدات والزيارات والتعليقات والرسائل وغيرها، فيما تطالب رسائل أخرى بالمساهمة في تعزيز الرصيد، ك( تسجيل الإعجاب) في بعض المواقع الاجتماعية....
المشهد برمته يعطي صورة إقطاعيات شاسعة، فيها أغلبية (مسحوقة) وحفنة من أسياد رقميين.
هنا وهناك...أو وراء ذلك كله، يتخفى سيد كبير هو الرقم.
تكافؤ الفرص
تكافؤ الفرص من المبادئ الهامة في الحقل الديمقراطي.
في الميدان الثقافي، إذا غاب هذا المبدأ وحده، يمكن تصور كيف يتوزع مقدار الحظوة ومقدار الخيبة؟
يد واحدة تسقي، لكن ليس بنفس المغرفة.