مل المقعد مني ... لفظ قلمي أخر قطراته وتنحى جانبا ... تكورت ملابسي على نفسها .. الطاولة ... الأريكة ... الكرسي ... كل أشيائي شاحبة مائلة إلى الصفرة .......الستائر .... و الشراشف .... و السجاد أثاث بيتي أشبه بلقطة هاربة من فيلم بالأبيض والأسود .... حتى مرآتي تخفي وجهي ... تلغي ملامحي تعكس حضوري الغائب . أسمع طنين النحل في رأسي ، تتلاطمني الأفكار تدور كما الطواحين لتهرس راحتي ....مشوشة .... و هائمة في دهاليز الحيرة. أعترف أنني كثيرة الاستياء ... مستاءة من كل شيء حولي ... حتى الهواء الذي أتنفسه أضحى لا يروقني ... وصلت حد القرف من ذاتي... أ يتولد الاستياء من فراغ؟؟ .... لا أدري حقا ...قد يكون حصيلة تراكمات من الخيبات طوال سنوات عدة . نواقيس ترن في رأسي بلا انقطاع ....يعلو ضجيجها شيئا فشيئا يغدو صداعا مزمنا ... أبدد نظري حولي الصفرة تلف كل شيء انصرف الى منضدتي أدون اعترافاتي الصدأة ... في الصفحة الأولى∶ أدون مواسم شكي ، مخافة أن تمحى من ذاكرتي ،وتغطس الى غياهب النسيان في الصفحة الثانية∶ أدون أمالي قبل أن تغدو سرابا... في الصفحة الثالثة∶ أرسم امرأة من ورق العنب ،وأفقا ضيقا لا يزيد عن خرم ابرة في الصفحة التالية∶ أطنان التعب تشطرني نصفين ، النصف الأول لقطعة خبز مغموسة بالقطران ، والنصف الثاني للبقية في الصفحة التي بعدها ∶ أساير واقعا لا أفهمه أجهل مقاييس الصواب والخطأ فيه ، أرتجل الى أن أمسخ الى هيئة قرد ، و يضحى السؤال الأهم من أنا ؟؟ ... و الحقيقه الوحيدة ... لا اعرفني على الهامش لست وحدي فالدوامة تسحبنا جميعا الى القعر الى حيث العتمة رسوان بشرى 02/08/2013