كان صراخ أطفال تجزئة القدس بسوق السبت : ( "تريرا...تريرا....هاد العام الحريرة! ." ) كافيا ليعود بذاكرتي لسنوات الثمانينيات حين كنا نركض وسط الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة ببني ملال مرتدين *الحنيقزة* و حناجرنا تصدح بنفس اللازمة مع إضافة بسيطة : ( "باكية...باكية...هاد العام الشباكية ! "). و الحال أن الحريرة هاد العام حامضة بزاف و الشباكية مشبكة مزيان! . الكل يضع يده على قلب الوطن خيفة أن تنتقل إلينا حريرة ارض الكنانة في هدا الشهر الفضيل، فالانقلاب على الديمقراطية الذي تزعمته حركة تمرد ( أو تمرمد لا فرق) وتبناه الجيش ليطيح بحكم الإخوان، ادخل مصر في نفق مظلم لا بوادر تبدو في الأفق للخروج منه، خاصة و أن الدماء بدأت تسيل على أرصفة شوارع القاهرة و الإسكندرية و غيرها أصبح لكل طرف - شهداؤه – الدين وجب الصمود إخلاصا لدمائهم . بالنسبة لنا، أكاد اجزم انه من الحماقة مقارنة الحريرة المصرية بنظيرتها المغربية. فالشعب المصري أكثر تسيسا منا بكثير اد لولا العزوف السياسي لما وصل( إخوان نا ) إلى رئاسة الحكومة . في المغرب، ليست لدينا حركات شبابية منظمة لهدا فالمبادرة جاءت من حزب الاستشباط ( هكذا اقترح تسميته ما دامت تسمية الاستقلال لا مبرر لها فالمغرب مستقل مند أزيد من نصف قرن حسب علمي ) الذي انقلب على حليفه و سحب وزرائه ( بحال إلى زعما دارو الطايلة! ) بغية الإطاحة بحكم الإخوان في المغرب. مبررات شباط لم تقنع أحدا، لكنني اتدكر جيدا أن زوجة السيد شباط لم تخف فور انتخابه أمينا عاما للحزب فرحتها و حلمها أن يصبح زوجها رئيسا للحكومة في تصريح لاحد المنابر الإعلامية أنداك . فهل يا ترى ( الصهد جاي من هدبك الجهة ؟ ). هده الحريرة الحكومية الحامضة تستعصي على الشرب في خضم الأجواء الحارة التي نعيشها ، ولا شك أن "الأخ" بنكيران بدا يضرب أخماس في أسداس و شرع يخطب ود الأحرار و الاتحاد الدستوري ولم لا البام ما دامت الحريرة المغربية الأصيلة تضم خليطا غير متجانس من القطاني و العجائن و التوابل ...الخ ختاما، نسال الله عز و جل في غمرة هده الأجواء الرمضانية ، أن ينعم علينا بحكومة تقينا شر ما يحاك لنا مما يسمى افتراءا إصلاحا لصندوق المقاصة و الذي ليس إلا إفسادا لقدرتنا المعيشية .