هو غير بئر زمزم الموجود بمكة المكرمة.زمزم في عرف مدينة الفقيه بن صالح هو عملية تتم في اليوم العاشر من شهر المحرم وهي عبارة عن إفراغ الماء على الناس بعضهم بعضا سواء كانت بينهم معرفة مسبقة أو لم يتعارفوا فيما بينهم من قبل.يشترك في هذه العملية جميع فئات الناس على اختلاف أعمارهم وأجناسهم.على الناس في صباح اليوم العاشر أن يتفادوا حمل أوراق مالية أو أية أوراق مهمة أو لباس غالي الثمن أو حذاء جلدي أو جديد وعلى من به مرض أن يلزم داره.في الصباح يصطف الأطفال والشبان بذكورهم وإناثهم والنساء والرجال والشيوخ بسطولهم وأكوابهم وقنيناتهم المملوءة ماء على أطراف الأزقة والدروب, فيصبون الماء على الغادي والرائح والذاهب والايب لايفرقون بين من يعرفون ومن لايعرفون آو بين من يمشي على رجليه ومن يركب دراجته أو سيارته.يجب على الكل أن يرش أو يبلل بللا كبيرا.تدخل عناصرالمفاجاة والمباغتة و الاستغفال في هذا الصباح المائي.إذ يفاجأ فرد فردا آخر فيصب عليه الماء صبا دون إذنه ودون سابق إنذار, وتهجم فئة على فرد أو فرد على فئة أو فئة على فئة فيبللون بالماء ولا يملك المبلل بالماء كلاما إن وقع له ما وقع إلا البعض فقد يتشاجر مع من يرشه بالماء.يدخل عنصر الجري أيضا في هذه الصبيحة عند الطرفين.فالذي يريد أن يفرغ سطله يجري ليلحق فردا في الطريق والفرد يجري لألا يلحقه صاحب السطل وهكذا. يتبادل أفراد الأسرة الواحدة الرش وإفراغ الماء على بعضهم البعض ثم بين الجيران. في بعض الأحيان يفاجاون أحدا في فراش نومه فيصبون عليه سطلا فيبتل ويبتل فراشه.ثم تتوسع المعركة إلى المارين بالشوارع. الركض الترقب والمباغتة عناصر مهمة في هذا الصباح الزمزمي المائي.انه ايضا يوم اللعب بالماء.يدوم اللعب من الصباح وهي الفترة المهمة غالى غروب الشمس.إن السطول والأكواب والقنينات والأواني المستعملة في يوم زمزم مصنوعة كلها من البلاستيك.إن يوم زمزم هو يوم الضحك والترفيه عن النفس واللهو بالنسبة للناس في هذه المدينة السعيدة. إن هذا العرف المائي لا يخلو من سلبيات ومناكر.أوضحها أن دخول الفتيات في اللعب يبدي مساوئهن بعد البلل اذ تلتصق الملابس المبللة بأجسامهن وتظهر أعضائهن كأنهن عاريات وفي هذه الحالة يصبح الاحتفال فتنة, فمن بين هذا الجو الخاص لا تترك مخالب الشيطان نصيبها في البروز. كاتب المقال الأستاذ