الشمس تميل في خط انحداري,مرخية اخر خيوطها البيضاء على هذا الكون,وحمرتها البرتقالية أشبه بجمرة في اخر أنفاسها. لحظة قدسية,جنائزية,شاعرية,حيث عناق الشمس بالبحر,وحيث الماء يلوك بسأم خيوط الضوء فيجعلها, ذليلة, واهنة مكسورة على صفحة الماء مغرية بالبكاء و الغناء. أصوات ملائكية تتناهى الى مسمعي صوت مؤذن ,مغني يبكي, و ديك مبحوح..... كل شيء كان جميلا أو على على الأقل يوحي بذلك....الماء. الشمس, السماء و رائحة الأرض المبللة بالمطر و قسمات الأوجه المليئة بالرضى. كل ذلك كان هادئا. لكن و الشمس تميل في خطها ذلك, تبدت الغيوم _من جهة الغرب- وهي تكشر عن أسنانها. لا أدري لماذا أعتقد دائما أن الغيوم على شكل فارس يحمل رمحا و سيفا؟ .....الريح لا تزال تعوي في الخارج كذئب عجوز, تتعارك ,تصطك,و أوراق الشجر تنساب خجولة متراقصة تتلوى من العشق والهيام. أغلقت النافذة. وتهالكت على السرير فكان ربوة دافئة مليئة بالأحلام و الأصداء...... . و غرقت الغرفة في صمت أسطوري على ايقاعات سنابك خيل التتر و المغول الطويل هشام الفقيه بن صالح15-09-2011