كيف تحلم بالوطن؟ -الحلقة الاولى- أفقت هذا الصباح باكرا , كعادتي كل يوم, لأتمكن من أن أستقل حافلة السابعة و الربع صباحا, و إلا سأصل متأخرا عن مواعيد العمل. تسارعت خطواتي. و كادت أنفاسي تنقطع. فجأة. ما الذي يجري؟وما الذي حدث؟..لقد كانت حافلات كثيرة ترسو على الجانب الأيسر من الشارع. وكان الأفراد جد فرحين, ويلقون الابتسامات و يوزعون التحايا فيما بينهم. كانت بعض النسوة . يرتدين ملابس رياضية, و يقمن ببعض الحركات الرياضية الرشيقة في ملعب الحي. مر إمام المسجد"صاحب اللحية البيضاء"هكذا يناديه أصدقاؤه و بعض أبناء الحي, ألقى التحية على "با عمر"صاحب الدكان. وفي طريقه حيا النسوة, و مضى إلى منزله. قررت أنا كذلك أن أغير عاداتي . "لن أستقل الحافلة اليوم. سأستقل سيارة طاكسي و لن أذهب إلى العمل" كان السائق منغمسا في قراءة كتاب . تأملت العنوان جيدا ..فاذا به يقرأ رواية "الأم" لمكسيم جوركي. استغربت مجددا ..ركبت..و بأدب كبير قال لي السائق/ -"إلى أين ستتوجه يا مواطن؟" استغربت لكلمة مواطن , و أجبته/ -"من فضلك إدارة الأملاك المخزنية." في الطريق توقفت السيارة فجأة.فتساءلت لماذا توقفت السيارة . فأجاب/ "سيدي هناك رجل معاق هلا ركب معنا؟ أجبت بالا يجاب. ركب الرجل ..ألقى التحية بأدب كبير.. و بدأنا نتجاذب حوارا لإذابة الجليد بيننا. لأكتشف بأنه أستاذ باحث في كلية الحقوق. استفاد من التوظيف في إطار الحصيص المخصص لتوظيف الأشخاص المعاقين في الإدارات العمومية.و لأكتشف مجددا أن الشخص المعاق هو هذا المجتمع الذي لم يستطع توفير سبل الاندماج و الانخراط للأشخاص العاديين , فبالأحرى المعاقين. تعجبت ..هل حدث كل هذا التغيير بعد ثورة العشرين؟ .....وصلت إلى الإدارة, فتفاجأت بنظام منقطع النظير..استقبال في المستوى .. قاعة انتظار مكيفة. شبه فارغة, تفوح منها رائحة عطر زكية, وفي كل ركن وزعت باقات ورود زاهية. اعتقدت في البدء أنه يوم إضراب, فاجئني الموظف فألقى التحية -"السلام عليكم يا مواطن..هل من خدمة؟" تلمست الملف, لأخرج طلبي الخطي..ووضعت ورقة من فئة خمسون درهما في كف الموظف. ارتبك .و احمرت وجنتاه من شدة الخجل -قال مستغربا / "لماذا ؟ إنها خدمة مجانية" قلت فقط /لشرب عصير أو قهوة. يتبع........... الطويل هشام الخميس 9يونيو2011