نعلم جميعا ان النظافة من الايمان، وانا اقول انها ليست كذلك فقط، بل هي أيضا مظهر حضاري، والمرآة التي تعكس نمط تفكيرنا، واسلوب عيشنا، وشكل تعاملنا مع الفضاء... للأسف الشديد فان ظاهرة المزابل بالفضاء المغربي، لم تعد فقط مما يثير شكوانا، وانما جزءا من فضاءنا الخارجي، يؤثثه بشكل ملفت للانتباه، وأحيانا تتجاور مع المساحات الخضراء، على قلتها، وأحيانا أخرى تشكل والبنايات الاسمنتية، الشاهقة مشهدا يدعو إلى رثاء دواويرنا، وحاضراتها، فعلى عكس حرص جل الناس ان تكون بيوتهم نظيفة، ما يعني رغبتهم في ان يكون الفضاء الداخلي، مريحا لمن يتحركون بذاخله، يسر النظر، نجد الفضاء الخارجي أي الشارع والزنقة والزقاق ، لا يعدوان يكون سلة مهملات، ترمى فيه كل فضلات البيوت، فيتحول الشارع الجميل الى فضاء للأوساخ والفضلات، سلوك يشترك فيه الراجل مع راكب السيارة، هذا الصنف من رواد الفضاء الخارجي منهم من لا يتورع عن إفراغ الأوساخ التي تجمعت بسيارته بالشارع العام وعند اول منعرج او نقطة توقف ، او اثناء سياقته ، في إحدى المرات بينما كنت الى جانب زوجي على متن السيارة، رأيت سائقا كان يسير أمامنا وهو يلوح بقنينة خمر ، ربما فرغ من شربها للتو، اتبعها بسيل من المناديل الورقية، وما هي الا لحظات حتى توقف السائق على قارعة الطريق وترجل بمعية رفاقه، لم يكن لباسهم متسخا بل كانوا غاية في الاناقة،بشعور مسرحة، وبدلات نظيفة.. ليبقى السؤال هل النظافة كل لا يتجزأ ، ام هي ذات وجوه متعددة، ما لنا يجب ان نحافظ على نظافته، ونعتني به، وما نشترك فيه مع غيرنا لا يهمنا، بل اننا يمكن ان نساهم في تلطيخه، واتساخه؟ وهل الحديث عن ان النظافة من الايمان يقتصر فقط على الفضاءات الداخلية ولا يشمل كل الفضاءات التي نتحرك فيها، ام انه شتان بين القول والعمل...