شهريار: . ... و ماذا تقولين عن الحياة؟ شهرزاد: عن أي حياة تتحدث يا سيدي؟ فالحياة أنواع... شهرزاد: ما علمت قبل الساعة أن للحياة أنواع . ... شهرزاد : نعم يا سيدي فالحياة كالطبيعة ، منها الباردة كالصقيع ، و الجافة الحارة كالصيف و البسيطة كالخريف و العذبة الجميلة كجمال الربيع. ... شهريار: حديثيني إذن عن الباردة؟ شهرزاد:أما الباردة فتلك التي تشتد على المرء فتحول بينه و بين الأمل .ذلك الخيط النوراني الذي يتشبت به الإ نسان و يعيش له و من أجله. فيسري الحزن في أعماقه سريان النار في كومة هشيم .الحزن الذي يتسلل لقلوبنا ليغرس القناطير المقنطرة من التعاسة. شهريار: (مقاطعا شهرزاد) و ما الأمل هذا الذي يتعس القلوب ؟ ألست القائلة أن البين و السلوى هما طريقا التعاسة. شهرزاد و قد أخذ الخوف مأخذه منها ) نعم يا مولاي. لكن كما يقال ما أصعب العيش لول فسحة الأمل. أ سبق أن رأيت يا سيدي تلك اللحظة الروحانية بين أخر الليل قبيل الفجر وأول خيوط الشمس؟. شهريار : (و هو يفكر) إنك تزيدي من حيرتي يا شهرزاد ، و ما دخل تلك اللحظة بالأمل؟ ا تقصدين ؟و قبل أن ينبس ببنت شفة شهرزاد : نعم يا مولاي . إنه تلك الفسحة الصغيرة من النور، التي تمنح الإنسان القوة ليستمر، و ليواجه مصاعب الحياة ويتحلى بالصبر . شهريار: نعم نعم .أفهمك لكن متى تنحى الحياة هذا المنحى ؟ متى يفقد الإنسان الأمل؟ و يعيش مقهور القلب و الروح. شهرزاد: تتعدد الأسباب يا مولاي . وتبقى النتيجة واحدة كأن تفقد عزيزا أو تسلى حبيبا ، أوتهجر وطنا . .. شهريار:مرء حبيس ماضيه لا يرى أو يسمع غير عذاباته شهريار : إذا كانت هذه الباردة. كيف تكون إذن الجافة الحارة ؟ شهرزاد: إنها يا موحيرته والتي تتوقف و مازال بالقلب نبضات. حين تتوقف بدوا خلنا الحياة فنمارسها لمجرد الممارسة . نعيش بين الأحياء كالأشباح . شهريار: (وقد زادت حيرته و بدا على محياه بعض الحزن ) أتقصدين أن الحياة تتغير حسب الشخص . .. شهرزاد: نعم يا مولاي. الحياة أنت . أنت الذي يصنعها ،أنت الذي يمنحها معنى . .. شهريار: و كيف تكون الحياة جميلة و عذبة يا شهرزاد؟ شهرزاد : تكون الحياة عذبة إذا كانت نفسك قنوعة .راضية بما قُسم لها مكتفية بالقليل . عازفة عن ما يملكه الأخرين .شاكرة فضل الله و نعمه. . وقبل أن تنهي كلماتها صاح الديك معلنا بزوغ الفجر