اجتمعت العاملات والعمال المغاربة المشتغلون بشكل قانوني في ثغر سبتة، مثل كل يوم إثنين منذ غشت الماضي، مرة أخرى هذا الصباح للمطالبة بتوفير الاستقرار والأمن الوظيفي لهم، خاصة في مواجهة الافتتاح الوشيك للمعابر الفاصلة ثغري سبتة ومليلية عن باقي الأراضي المغربية. وعبرت العاملات المغربيات، ويشتغل أغلبهم في رعاية المسنين، عن قلقهن على مستقبل عملهن في سبتة، حيث ظلوا محاصرين لعامين في المدينة، مشككين في كيفية حل إشكالاتهن، خاصة أولئك اللائي فقدن أرباب عملهم في هذه الفترة الزمنية. وروت عاملتين لمواقع صحفية محلية، كيف تم فصلهن عند وفاة أصحاب العمل ونهاية علاقتهم التعاقدية بسبب هذه الوفاة ، بحيث إنهن عند إعادة فتح المعبر، في حال غادروا إلى المغرب، فإنهم لا يعرفون مدى إمكانية قدرتهن على العودة. من جانبها، قالت إحداهن إنها حصلت على ظيفة أخرى في المدينة السليبة، لكن بدون عقد في الوقت الحالي، حيث لا يمكنها تتمة أوراق عقدها بسبب إغلاق المعابر، معبرة عن عدم يقينها فيما إذا عادت إلى المغرب مع إعادة فتح المعبر، ستتمكن من الاستمرار في الوصول إلى سبتة لتقديم خدماتها مع تسوية وضعها الإداري. وتروي أخرى وهي تبكي، لذات المواقع الصحفية المحلية، كيف أنها بعد أن فقدت وظيفتها في سبتة تخشى عدم قدرتها على العثور على وظيفة أخرى، مع ما يترتب على ذلك من عواقب على وضعها الاقتصادي ووضع عائلتها، الذين لم ترهم منذ أكثر من عامين. وأشارت إلى أنها في الواقع لن تغادر المدينة حتى مع إعادة فتح معبر "تاراخال" لترى ما سيحدث لأولئك الذين يختارون العبور إلى المغرب ومدى إمكانية عودتهم إلى سبتة. ويطالب "العاملون عبر الحدود" بتسوية أوضاعهم من الإدارة المحلية في سبتة، وأن يتم تزويدهم بالوثائق اللازمة ليتمكنوا من السفر بين المغرب والمدينةالمحتلة أثناء قيامهم بجمع المستلزمات المطلوبة لتجديد أوراقهم، ووضع حد لحالة عدم اليقين التي يمرون بها في جميع الحالات، وعدم معرفة مستقبلهم القريب بمجرد إعادة فتح الحدود. وأكد فيدل موجا، أمين الأمن والحدود في حزب مليلية الاشتراكي الحاكم في إسبانيا، أمس الأحد، أن إعادة الفتح المرتقب لمعابر مليلية وسبتة مع المغرب "يجب أن تستند إلى ثلاثة عوامل: التنسيق بين البلدين، ضبط المعابر و فتحها تدريجيا". وقال موجا، خلال بيان صحفي إنه في الوقت الذي وافقت فيه على عودة حركة المرور الحدودية المتوقفة منذ 13 مارس 2020 بسبب أزمة فيروس كورونا، فإن القرار لن يؤثر على الأعمال التأهيلية لتي يتم تنفيذها في المعابر. وأوضح موجا، أن هدف حكومته إعادة فتح الحدود بطريقة تدريجية ومنظمة ومنسقة، مشيرا إلى أن الحكومة الإسبانية "تعمل في إطار التعاون الثنائي الذي أعلنه رئيسها، بيدرو سانشيز، والذي شدد عليه من جديد بزيارته إلى المغرب في 7 أبريل. واعتبر موجا أن إعادة فتح المعابر ليست مرتبطة بالأعمال التي تجري عليها، لذا فهي ممكنة تمامًا دون استكمال الإجراءات، حسب قوله، مؤكدا أن مليلية قد اختبرت بالفعل العديد من الأعمال في المعابر الفاصلة المختلفة دون أن ينطوي ذلك على إغلاقها. وأشار المسؤول المحلي في مليلية إلى أنه تم أيضًا تركيب كابلات الألياف الضوئية لدعم كاميرات التعرف على الوجه، ويجري العمل على التنفيذ التالي لأنظمة التحكم في الدخول والخروج أكثر قوة. وارتباطا بموضوع المعابر الفاصلة بين سبتة ومليلية وباقي الأراضي المغربية، فأكدت حكومة سبتة المحلية في بيان صحفي أنه "لا تزال هناك قضايا معلقة يجب تحديدها بين البلدين وأي معلومات تولد توقعات بين السكان لا تتوافق مع الواقع". وقالت "الاسبانيول" في ذات الصدد، أن موضوع المعابر ستتم مناقشته على وجه التحديد في اجتماع الهجرة الإسباني المغربي خلال الأسبوع الأول من شهر ماي القادم، مشيرة إلى أن المغرب غير راضٍ عن الحدود الذكية، أو بالجمارك التجارية التي تجعلها حدودًا حقيقية، وليس معبرًا حدوديا، كما كان حتى الآن. وكانت الجريدة الرسمية الاسبانية نشرت أحدث تمديد لإغلاق معابر سبتة ومليلية مع المغرب حتى 30 أبريل، موقعة من قبل وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، ومن المتوقع أن يستمر التمديد من قبل إسبانيا بغية التفاوض على نموذج المعابر والسيطرة على تدفق المهاجرين، أو الاستسلام لإصرار المغرب على إعادة الفتح الفوري، الذي أشارت الرباط إلى أنها جاهزة له منذ مارس الماضي.