تلقى قطاع السياحة المغربي ضربة قاسية أخرى بعد إعلان شركة الطيران الإيرلندية "رايان إير"، ذات التكلفة المنخفضة، الانسحاب نهائيا من المغرب اعتبارا من ماي المقبل، وفق مصادر "مغرب-أنتليجونس". ويؤاخذ الإيرلنديون على المغرب، من وجهة نظرهم، إغلاقه المتتالي وغير المبرر للمجال الجوي، مما منع "رايان إير" من الوفاء بالتزاماتها تجاه عشرات الآلاف من الركاب الذين يستخدمون خطوطها. وفي هذا السياق، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، إن كل مستثمر في المغرب يريد رؤية واضحة للمستقبل، وقرار شركات الطيران بالانسحاب متفهم إلا أنه يفتح الباب لهيمنة شركة واحدة في المغرب، مضيفا أن المستهلك "سيكون المتضرر الأول والأخير لأن المهيمن سيطبق أسعارا مرتفعة كما كان الأمر قبل دخول الشركات الأجنبية المنخفضة التكلفة". وأضاف رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، في تصريح ل"فبراير.كوم"، أن عدم تدخل الحكومة وصمتها بخصوص انسحاب تلك الشركات من المغرب هو من أجل "إعطاء الضوء الأخضر لشركة طيران واحدة للاستنزاف جيوب المغاربة". وطالب بوعزة الخراطي من وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، بالتدخل العاجل لتنوير المستهلك المغربي في هذا الموضوع، مضيفا أن "سياسة فرض الأمر الواقع أصبحت متجاوزة في عهد الملك محمد السادس". يشار إلى أن "رايان إير" قررت، في منتصف دجنبر 2021، تعليق رحلاتها إلى المغرب حتى 1 فبراير المقبل بسبب إغلاق الرباط لأجوائه مرة أخرى. وفي الوقت الحالي، لا شيء يؤشر على أن الحدود الجوية المغربية سيعاد فتحها في نهاية يناير الجاري. واتهم قادة الشركة منخفضة التكلفة السلطات المغربية ب"الافتقار إلى الوضوح والتواصل بشأن ما يمكن توقعه بعد قرارها الأولي بحظر السفر في 13 دجنبر"، مشيرين إلى أنهم يواصلون مراكمة خسائر فادحة. وأفادت "رايان إير" أنه في نهاية نونبر 2021، كان لإلغاء الرحلات، التي قررها المغرب، تأثير على 160.000 من زبنائها، وأن 230.000 مسافر إضافي يواجهون، الآن، مستقبلا غامضا في مشاريع سفرهم إلى المملكة. وكانت العلاقات بين إدارة "رايان إير" والسلطات المغربية قد عرفت توترا متصاعدا مع بداية تفشي جائحة "كوفيد-19" في المملكة في مارس 2019. :