لقي إشادة من الرئيس الأسبق باراك أوباما، وحضي بتمثيل المملكة في العديد من المحافل الدولية آخرها مؤتمر المناخ العالمي (COP26) الذي نظم بمدينة كلاسكو السكتلاندية، خبر مجال التغير المناخي منذ يرعانه، وحصل على جائزة أفضل "شاب قائد حول قضايا البيئة" مثل رشيد وكثيرون من يحق للوطن أن يفخر بإنجازاتهم. تينغيري الأصل، وبالضبط من منطقة درعة تافيلالت، تسلق رشيد النصيري سلم المناصب، ليشغل اليوم منصب مسؤول بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي(GIZ)، بالموازاة مع عمله في السفارة البريطانية كمدير لسياسة التغير المناخي. اختير من قبل الإتحاد الأوروبي من بين 16 شابا قياديا خلال منتدى جرت أطواره ببروكسيل سنة2017، ثم قائدا لأوباما-إفريقيا عام 2019، لم ينس رشيد الشاب اليافع مسقط رأسه "منطقة درعة تافيلالت"، ليعود ويؤسس مركزا يعنى بتكوين معارف الشباب حول الطاقات المتجددة المتواجدة المغرب. فبراير: أنت واحد من بين القادة المغاربة الشباب الذين رفعوا مشعل الوطن عاليا في سماء العديد من المناسبات الوطنية والدولية، بداية نود معرفة من هو الرجل وراء كل هاته الإنجازات؟ ما خلفيته؟ وما مساره الأكاديمي؟ ولدت عام 1992 في تنغير، بمنطقة درعة تافيلالت، وأنا خريج شعبة علوم تغير المناخ والاتصال، لطالما كنت متحمسًا منذ الصغر لتصميم وتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة والمبادرات الخضراء على المستوى المحلي، في الثمان سنوات الماضية، مررت بالعديد من التجارب الوطنية والدولية في عالم التنمية المستدامة والمحلية في المغرب. وفي عام 2016، قدت العديد من الأنشطة الخاصة بتوفير الوظائف الخضراء والتعليم من أجل الإستدامة في منصة السياحة المستدامة "Espace Tamount" وكذا في جبال الأطلس الكبير. كما حصلت على الجائزة الأولى لمسابقة الشعر البيئي التي نظمتها غرفة الاستشارات الدولية، وتوجت في أبريل 2017، بجائزة أفضل شاب في المغرب حول القيادة البيئية/ الأخلاقية من قبل الغرفة الدولية (JCI). وكنت أحد القادة الشباب الذين وقع عليهم الإختيار من قبل الإتحاد الأوروبي ال16 لبرنامج مدته خمسة عشر يومًا في بروكسل في عام 2017، وكقائد لأوباما – إفريقيا في عام 2019. عملت كمستشار تقني ومستشار للوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وبالتوازي مع دوري الإداري، أشغل اليوم منصب مدير لسياسة تغير المناخ في السفارة البريطانية. ما المناسبة التي جمعتك بالرئيس السابق للولايات المتحدةالأمريكية "باراك أوباما"؟ وهل هي المرة الأولى التي تلتقي فيها به؟ خلال تواجده في COP26 بغلاسكو في الفترة ما بين 8 إلى 9 نونبر 2021، وجه الرئيس الأسبق أوباما كلمة للشباب المهتم بقضايا المناخ الذي يرابط في الخطوط الأمامية، من أجل المضي قدما والاستمرار في المطالبة بإيجاد الحلول، وكنت من بين ال15 مشاركًا في المائدة المستديرة التي نظمت خلال مؤتمر COP26، حيث حضر 12 شابا من خريجي برامج مؤسسة أوباما، بمن فيهم أنا من المغرب وزميلي أيمن الشرقاوي، مدير التطوير الإستراتيجي في مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، لقد شكل اللقاء فرصة لتبادل الآراء مع الرئيس حول مخرجات مؤتمر المناخ بكلاسكو، وكذا الاستماع إلى تجارب بعضنا البعض كزملاء لأوباما والاتفاق على ضرورة الحفاظ على نفس الزخم حتى بعد نهاية المؤتمر. قبل اجتماعنا في كلاسكو حضيت لأول مرة بلقاء الرئيس أوباما إلى جانب خريجي مؤسسة أوباما، خلال لقاء نظم عبر تقنيات التواصل الرقمي، ألقى خلالها السيد أوباما كلمة ترحيبية، كانت لحظات للذاكرة حين سمعنا كلماته القوية والمحفزة. استضافت مؤسسة أوباما، بالتعاون مع كلية المناخ بجامعة كولومبيا، طاولة مستديرة لربط الرئيس أوباما بالقادة الشباب الذين يحضرون COP26 في غلاسكو لمناقشة كيفية قيادة هذا الجيل لمكافحة تغير المناخ. جلس الرئيس أوباما معنا باعتبارنا قادة الغد الناشئين، وكنا ننحدر من جميع أنحاء العالم، حيث جمعنا هدف واحد هو حماية الكوكب، إذ يعمل كل منا من موقعه من خلال وسائل مختلفة على مكافحة تغير المناخ، وكان اللقاء فرصة لتعزيز المحادثة حول إمكانية استمرار الشباب في إسماع أصواتهم وتحقيق إنجاز على أرض الواقع. ما الأشياء التي تمت مناقشتها خلال اللقاء؟ ناقشنا معًا التوتر في غلاسكو بين النشطاء في الشوارع والمفاوضين داخل ردهات المؤتمر وكيفية بلورة العمل معًا بعد العودة إلى الوطن للضغط من جديد وإحراز تقدم يتجاوز الإلتزامات، التي تم التعهد بها خلال القمة التي استمرت لأسبوع كامل وتطبيقها فعليا. ما هو هدفكم الرئيسي من تشارك الخبرات حول مشكل التغير المناخي؟ وكيف يساعد المركز الذي تشرفون عليه في توعية الشباب المغربي حول ما يقع في العالم بسبب المناخ؟ حسب إعتقادي فقد حان الوقت لإعادة هيكلة مشكلة المناخ لتجنب كارثة عالمية قد تقع مستقبلا، وللقيام بذلك، سنفتح فرصًا جديدة لمعالجة الجوانب المتعددة للمخاطر التي يتسبب فيها المناخ. كما قال الرئيس أوباما في جلاسكو "لكي نكون صادقين مع أنفسنا، الأكيد أن الأمر سيكون صعبا، لكن البشرية حققت أشياء صعبة من قبل، وأعتقد أنه يمكننا القيام بأشياء صعبة مرة أخرى ". قبل أربع سنوات، في مدينة ورزازات، شرعنا في تطبيق هذه الرؤية، من خلال وضع استراتيجية تدعم مشاركة الشباب في عملية الإنتقال الطاقي التي تنهجها المملكة، وبتعاون مع جيلي في منطقة درعة تافيلالت، قمنا بتأسيس مركز الشباب المغربي لاستدامة الطاقة (CJMED)، بخارطة طريق؛ تشجع الشباب والجهات الفاعلة في المجتمع المدني على التعاون في نسج استراتيجيات التحول في مجال الطاقة، وتطوير مناهج مبتكرة إلى جانب تسهيل التواصل والحوار حول إمكانيات حصول سكان المنطقة على الطاقة المتجددة، وخاصة من يعيشون بالمناطق الريفية. تم إنشاء المركز رسميًا في عام 2018، ونطمح خلال السنوات القادمة، أن يُنظر إليه على أنه منصة شاملة للشباب، تهدف بصفة أولية ضمان إشراك هادف للجيل الجديد الذي سيعمل جنبا لجنب لتطوير الخطط وتقديم التوصيات بشأن مشاريع الطاقة المتجددة التي يجب اتخاذها على المستويين المحلي والوطني، بصفتنا لجنة شابة على رأس المركز CJMED، سنحتاج إلى الإستمرار في دعم دمج الشباب في مشاريع الطاقة، لأن لنا قناعة راسخة بأن هدا الأخير يلعب دورًا مركزيًا في تقديم أفكار جديدة وحية في جميع مراحل التي تمر منها الطاقة المستدامة، من الشركات المجتمعية إلى صنع السياسات.