انطلقت صباح اليوم الأحد بالمعرض العالمي "إكسبو دبي 2020 " الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني للمملكة المغربية، بحضور وفد مغربي رفيع، يترأسه رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويضم بالخصوص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية، المندوبة العامة للجناح المغربي في هذه التظاهرة العالمية. وبهذه المناسبة ألقى عزيز اخنوش رئيس الحكومة كلمة جاء فيها " يشرفني أن أتقدم لكم بخالص الشكر والامتنان على حفاوة الإستقبال وحرارة الترحيب الذي خصص للوفد المغربي في بلده الثاني، دولة الإمارات العربية المتحدة. وأغتنم فرصة تواجدنا كوفد مغربي على هذه الأرض الطيبة لأهنئ الإمارات الشقيقة على تنظيمها المحكم لهذا الحدث العالمي الكبير "إكسبو 2020 – دبي"، الذي قدم هذه الدولة العظيمة بشكل مبهر وسوق صورتها المشرقة للعالم. وأضاف، "إن هذا النجاح الكبير لأشقائنا في الإمارات هو مبعث فخر كبير لنا جميعا كعرب، خصوصا وأن هذه التظاهرة تنظم لأول مرة على أرض دولة عربية شقيقة، وفي ظرفية دقيقة يعيش فيها العالم تحت وطأة جائحة صحية، نسأل الله تعالى أن يرفعها عنا لتعود الحياة لطبيعتها إن شاء الله. كما لا تفوتني الفرصة لتهنئة دولة الإمارات الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة الإحتفال بعيدها الخمسين "اليوبيل الذهبي"، راجيا من الله أن يديم عليها التقدم والازدهار والرخاء. تواجدنا هنا، يشكل لنا مناسبة للتعبير عن الشكر الجزيل وامتنان المملكة المغربية الخالص على ما عبرت عنه دولة الإمارات العربية المتحدة رفقة الدول الخليجية الشقيقة، من مساندة قوية للمغرب لاستكمال وحدته الترابية، وما عبرت عنه من دعم لمغربية الصحراء". وزاد اخنوش، "وجودنا اليوم بينكم غايته الاحتفال باليوم الوطني للمغرب في إطار مشاركته في "إكسبو 2020 – دبي". وما نعيشه اليوم لحظات استثنائية تحظى فيها بلادنا بتشريف مميز سيسمح لنا بالتعريف بتراثنا العريق وتاريخنا الغني، ومؤهلاتنا السياحية والاقتصادية والعلمية والثقافية لجميع أقطار العالم، وبتكليف من جلالة الملك محمد السادس نصره الله، أتشرف رفقة الوفد المرافق لي، بإعطاء انطلاقة هذا الإحتفال التاريخي باليوم الوطني للمغرب في دبي. واورد أخنوش في كلمته، "تعبر مشاركة المغرب في "إكسبو 2020" عن التزام المملكة، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بالمساهمة الفعالة في إغناء الحوار الجاد على المستوى الإقليمي والدولي من أجل مستقبل أكثر أمانا وازدهارا للجميع، وويؤكد المغرب عبر مشاركته في "إكسبو 2020 – دبي" عن رغبته في المساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة التحديات العالمية من خلال رؤيته للتنمية المستدامة. ولاشك أن شعار هذه الدورة "تواصل العقول، بناء المستقبل" يعبر بكل قناعة على أن الرجوع إلى الأصول وتاريخ الأمم هو مصدر هام لتشييد المستقبل. لذا، اعتمدت بلادنا موضوع "موروثات المستقبل، من الأصول الملهمة إلى التقدم المستدام" للمشاركة في هذا المعرض الدولي الهام، تذكيرا بالالتزام الراسخ للمملكة المغربية من أجل التقدم المستدام، استلهاما من هويتها وتاريخها ومواهبها ومؤهلاتها، فضلا عن منجزاتها الملموسة في المجالات الاقتصادية والعلمية. في ذات الآن، تعكس الموضوعات الفرعية ل "إكسبو 2020 – دبي"، والمتعلقة بالتنقل والاستدامة وفرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تحديات يسعى المغرب لمواجهتها بجدية ونجاعة ضمانا لمستقبل أفضل. وفي هذا السياق، يطيب لي أن أذكر أنه، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، قام المغرب بتبني اختيارات قوية خلال السنوات العشرين الماضية، وذلك بإطلاق أوراش مهيكلة تنسجم كليا مع الموضوعات المذكورة." منها "تطوير فلاحة مستدامة وتثمين الطاقات المتجددة وتحقيق إقلاع صناعي، خصوصا في قطاع السيارات والطيران وإحداث الموانئ وفقا لأحدث المعايير، وإطلاق الخط السككي فائق السرعة، وغيرها من الأوراش الاستراتيجية الكبرى. أيها الحضور الكريم، لقد جعلت المملكة المغربية من جناحها في "إكسبو 2020 – دبي"، منصة للإعلان عن هويتها الجديدة الخاصة بالاستثمار والتصدير "المغرب الآن" "Morocco Now"، التي تهدف إلى إبراز مكانة المغرب كمنصة صناعية وتصديرية من الدرجة الأولى، ووجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. ومن المؤكد أن هذه المشاركة تشكل فرصة سانحة للتعريف بهذه المقومات وإنعاش الشراكات وتوطيد العلاقات بين الدول العربية والتعاون بين بلدان الجنوب، تحقيقا للازدهار المنشود". ويشمل برنامج هذه الاحتفالات التي يحضرها عن الجانب الإماراتي الشيخ سلطان بن احمد الجابر ، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، و الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، بالإضافة الى لقاءات رسمية ،عروضا متنوعة ، سواء داخل الجناح المغربي، أو في عدة فضاءات أخرى من ضمنها ساحة الوصل القلب النابض لاكسبو دبي 2020 . ويشكل الاحتفال باليوم الوطني للمملكة ، الذي تحضره أيضا شخصيات رفيعة المستوى من عوالم مختلفة، فرصة لتسليط الضوء على ثقافة المغرب، الضاربة في التاريخ ، فضلا عن الإنجازات التي احرزتها المملكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها. يذكر أن جناح المغرب بالمعرض يقام تحت شعار " موروث للمستقبل.. من الأصول الملهمة إلى التنمية المستدامة" ، ويتموقع في قلب "منطقة الفرص" القريبة من جناح البلد المضيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، وغير بعيد عن ساحة الوصل، القلب النابض لموقع "إكسبو 2020 دبي"، ويتيح للزوار ، إشباع فضولهم في التعرف على ثروات وتقاليد تنفرد بها المملكة ،وتشكل عنوان تميز تاريخها الألفي. وتنطلق رحلة الزائر للجناح المغربي، من قاعة في الطابق الأرضي ،تنضح بعبق تاريخ المملكة ،حيث تعرض بها، بالإضافة إلى صورة كبيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والى جانبها علم المملكة، وثائق تؤرخ لروابط البيعة الشرعية التي جمعت على الدوام بين الشعب المغربي بمختلف مكوناته ومناطقه وضمنها الأقاليم الجنوبية ، والسلاطين العلويين، لتتواصل نحو الطوابق السبعة عبر مسار متدرج حول فناء واسع مزين بالزرابي المغربية ،ومشيد بتقنيات بناء تحاكي المدن المغربية القديمة ،بأزقتها الضيقة والممتدة، ضمن أسلوب معماري أصيل. ويشكل جناح المغرب في هذه التظاهرة العالمية، منصة لتقاسم رؤية المملكة الاستراتيجية لمستقبل أكثر استدامة. وبالإضافة إلى اقتراحه برمجة فنية وثقافية واقتصادية وعلمية متنوعة، يبرز الجناح المغربي أمام أنظار العالم، التزام المملكة من أجل مستقبل كوكب الأرض، وكذا ثراء بلد قوي بكفاءاته المقيمة داخل وخارج الوطن، علاوة على دينامية التطور التي انخرط فيها. ويقام "إكسبو دبي 2020 " الذي تأجل تنظيمه السنة الماضية ،جراء جائحة فيروس كورونا، على مساحة 4.38 كلم مربع ، تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل". وتعتبر هذه التظاهرة الدولية ، التي تشكل أكبر تجمع ثقافي في العالم ،حاضنة الأفكار الأكثر تأثيرا في العالم، إذ يحفز على تبادل الرؤى الجديدة ويلهم التحرك نحو إيجاد حلول واقعية لتحديات العالم الحقيقية. ويتيح "إكسبو 2020 "، وهو الأول من نوعه الذي يقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، لملايين الزوار، الاطلاع على تجارب أكثر من 200 جهة، بما في ذلك دول، ومنظمات متعددة الأطراف، وشركات، ومؤسسات تعليمية ، من خلال آلاف التظاهرات والتجارب الاستكشافية المبهرة.