تسبقها ابتسامتها. حينما تجالسها تعطيك الانطباع أنك تعرفها منذ زمن بعيد. من أب روسي وأم مغربية، تعرفت على المغرب وهي طفلة، وحدث أن انفصل والدها عن والدتها، لكنها ظلت وفية لجذور الرجل الذي أحبته أمها، ورغم أنها لازمت والدتها بعد الطلاق، إلا أن حب المغرب تسلل إلى أعماقها وفي الدماء التي تجري في عروقها، ولم تعترض والدتها على هذا الحب. "أناسطاسيا" روسية تعشق المغرب يمكن القول أن "أناسطاسيا" نموذج لإمرأة تحب زوجها وبيتها ومغرمة بدور الأم، الذي تفرغت له، رافضة أن تأخذ صغيرتها التي ولدت في عز كورونا إلى دور الحضانة. قالت ل"فبراير:" أنا عشت أجواء كورونا الصعبة، فمع ظهور الوباء، علمت أنني حامل، لتبدأ قصتي مع الوحم وأعراض الحمل وصعوبة المشي، المفروضة على الحوامل، حيث تزامن حملي مع الحجر الصحي وصعوبة التنقل والخروج.. لكن الحمد لله مر كل شيء في أحسن الظروف" روت لنا كيف تعشق حماتها طبخها اللذيذ، سواء تعلق الأمر بالكسكس أو بسيطلة أو أيا من الأطباق التي تتفنن في طهوها. قالت بهذا الصدد:" تعلمون من الصعب إرضاء ذوق الحماة.. لكن حماتي تحب طبخي، وهذا شيء رائع.. ما لا أجيده للأسف هو المعجنات من رغيف ومسمن وبغرير، لكن لحسن الحظ زوجي لا يحب هذا النوع من المأكولات". "أناسطاسيا" تزين شجرة الميلاد وتضيف بكثير من الفخر والثقة في النفس:" لو خيروني بين المغرب وبين روسيا لاخترت المغرب.. أنا أحب روسيا التي لم أزرها منذ 2007، لكنني أحب المغرب أكثر.. هذه هي الحقيقة.. اشتقت لبيتنا في روسيا ولأسرتي هناك، وسأزورهم إن شاء الله، لكنني مثيمة بالمغرب". "أناسطاسيا" رفقة ابنتها تابعوا قصتها. إنها تعكس الوجه الجميل للزواج المختلط وللتعايش بين الثقافات والتقاليد المختلفة دونما صدام ولمغرب جميل. قالت لنا بالحرف:" راجلي زوين وضريف، تعرفت عليه بالصدفة في مقهى، وتقدم لخطبتي على الطريقة المغربية".