قال الأكاديمي والمحلل السياسي خالد البكاري، إن الجهة التي يقصدها الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء، والتي وصفها ب" أصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة"، والتي وجه لها رسالة يقول فيها، إن المغرب لن يقوم معهم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل الصحراء المغربية، لن تخرج عن ثلاث احتمالات. وذكر البكاري في تدوينة على صفحته على الفايسبوك، أنه إذا كان القصد هو الاعتراف بمغربية الصحراء بوضوح، فإسرائيل جهة معنية. وأضاف أن الملك يجعل الاستمرار في تنفيذ أو عقد الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل، كما هو منصوص عليه في الاتفاق الثلاثي رهين باعتراف صريح بمغربية الصحراء، خاصة بعد تصريحات غوفرين السفير الإسرائيلي المعين بالمغرب لوكالة الأنباء الإسبانية. وأورد البكاري في ذات التدوينة أنه إذا كان يقصد من العبارة أي تجديد لاتفاقية ذات طابع اقتصادي أو تجاري، مشروط بشمولها منطقة الصحراء المغربية، ردا على قرار محكمة العدل الأوروبية، فالاتحاد الأوروبي يدخل ضمن نفس الخانة. وأردف المحلل السياسي أن الجهة يمكن أن تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذا كان القصد تنفيذ التزامات سابقة، والقصد هو تفعيل قرار إحداث قنصلية أمريكية بالداخلة، خصوصا أن الخطاب ركز على أهمية افتتاح القنصليات من جهة كمساهمة في حل النزاع، وأشاد بجهود الإدارات الأمريكية السابقة مما يمكن اعتباره رسالة مشفرة للإدارة الحالية. واستبعد البكاري تونس، لأن التبادل التجاري، حاليا بين الدولتين، حسب تعبيره، ليس بالأهمية التي ستخصص لها فقرة هي الأهم في الخطاب رغم قصرها. دول الخليج كذلك مستبعدة، حسب البكاري، لأنها تعترف بمغربية الصحراء وتستثمر فيها، مضيفا أن روسيا مستبعدة هي الأخرى، لأن الملك تحدث عن أصحاب المواقف الغامضة والمزدوجة، وروسيا مواقفها من الملف واضحة ولم تتغير. وحول فرنسا، خلص البكاري إلى أنه ورغم أن برودا كان في علاقتها بالمغرب في الأشهر الماضية، إلا أنها هي من قامت بالدور الأكبر في الدفاع عن مصالح المغرب أثناء مناقشات مجلس الأمن سرا وعلنا، وصدور القرار الأممي بتلك الصيغة التي أرضت المغرب. وأضاف أنه كان لها الفضل الأكبر فيه، مشيرا إلى تصاعد هجوم الجزائر والبوليساريو على فرنسا بعد صدور القرار، بخلاف إسرائيل التي خرجت بتصريح مثير لديفيد غوفرين الذي سمته سفيرا بالمغرب قبل جلسة مجلس الأمن بقليل، لم يعترف فيه بمغربية الصحراء.