في الوقت الذي تميز موقف فرنسا بالضبابية تجاه قضية الصحراء، بسبب مصالحها في الجزائر، بعدما كان يتميز بالوضوح، خاصة بعد الاعتراف الامريكي في دجنبر الماضي، تواصل إسبانيا حيادها في هذا الاتجاه وإن كانت الجارة الشمالية للمملكة عبرت عن تحفظها تجاه الموقف الامريكي من القضية. المغرب ينتظر من العاصمتين الأوربيتين موقفا واضحا يدعم القضية، تأخر الإعلان عنه بسبب قيود بعينها، لعل أبرزها المصالح الخارجية الفرنسية، لكن موقف مدريد لم يتضح بعد رغم الحياد.
صحيفة الباييس نشرت نهاية الأسبوع المنصرم مقالا بعنوان "المغرب يحاول دفع إسبانيا إلى تغيير موقفها من الصحراء"، تبرز فيه ما قالت إنه ضغوطات يمارسها المغرب على إسبانيا لكي تعترف بمغربية الصحراء الغربية.
وترى الصحيفة اليسارية أن في تأجيل القمة الثنائية على مستوى البلدين التي كانت مبرمجة خلال ديسمبر الماضي ثم فبراير الجاري وجرى تأجيلها مجددا مؤشرا يدخل في إطار هذا الضغط.
الصحيفة نقلت عن مصادر دبلوماسية صعوبة تغيير مدريد لموقفها الحالي وتؤكد على استمرار تشبثها بالموقف الكلاسيكي وهو البحث عن موقف عادل ومتفق عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو مع التركيز حاليا على تعيين الأممالمتحدة لمبعوث خاص للأمين العام لتحريك المفاوضات الخاصة بالنزاع.
وأثار تأجيل عقد الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب، وإسبانيا، اكثر من مرة الكثير من التساؤلات.
ورغم أن وزيرة الخارجية الإسبانية، عزت التأجيل الى الاوضاع الصحية، في وقت سابق، غير انها لم تنكر وجود نقاط خلافية بين الرباطومدريد، اللذين تربطهما ''علاقات وثيقة للغاية''. تقول ارانشا غونزاليس لايا.
ويرى مراقبون أن الخلافات بين الدولتين الجارتين ، تكون مرتبطة غالبا بالحدود، وهو أمر ظاهر في أكثر من نقطة حدودوية في العالم بسبب القرب الجغرافي.
وتسعى إسبانيا رغم بعض لخلافات البينية إلى الحفاظ على الجانب الاقتصادي، مع المغرب .
ويرجع البعض موقف إسبانيا ودول أوربية اخرى إلى انتظار موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة، التي لم تخض بعد في ملف الصحراء .
وكانت إدارة بايدين قالت إنها سوف تراجع مجموعة من الملفات التي خلفها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وراجعت الإدارة الأمريكيةالجديدة عددا من مواقف ترامب ومنها تلك المتعلقة بالإمارات العربية والسعودية، مثل التشديد على أجندة حقوق الإنسان وتجميد صفقات الأسلحة ثم إزالة حركة الحوثيين من لائحة الإرهاب، والمطالبة بانسحاب روسيا وتركيا من ليبيا، لكنها لم تتطرق بشكل مباشر الى ملف الصحراء لأنه لا يشكل أولوية بالنسبة لها وفق ما أكد المستشار السياسي سمير بنيس في تصريح سابق للأيام24.
ويمكن أن تعلن واشنطن عن موقفها الرسمي من الصحراء ، سواء بالاستمرار في دعم مغربية الصحراء أو التراجع عن قرار ترامب عندما سيعالج مجلس الأمن الدولي الملف.
واستبعد محللون أن يتراجع الرئيس بايدن عن قرار ترامب، على اعتبار أن اتفاقيات ابراهام تدخل في صميم الاستراتيجية الامريكية، وأن موقف الرؤساء الأمريكيين خلال السنوات الماضية لم يكن حاسما وإن كان مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب يبقى هو الاقرب حل للواقع.