ما زالت الدعوة التي أطلقها العاهل المغربي محمد السادس من أجل مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية لتدشين مرحلة جديدة، تثير ردود فعل إيجابية على المستوى الدولي، وفي هذا السياق، عبّر شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، عن ارتياحه لعمق العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وخلال مؤتمر صحافي مشترك، السبت، في قاعدة "توريخون دي أردوز" الجوية العسكرية، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، قال المسؤول الأوروبي: "نريد بطبيعة الحال الإشادة بمضمون خطاب ملك المغرب" وأضاف: "المغرب شريك لإسبانيا وللاتحاد الأوروبي، ونرغب بالفعل في أن نكون قادرين على الاستمرار في الالتزام بتعميق هذه الشراكة الضرورية بين المغرب والاتحاد الأوروبي". واستطرد قائلاً إن "هذه الشراكة ضرورية بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، ليس فقط في ما يتعلق بقضية الهجرة، لكن أيضاً في مواضيع أخرى مرتبطة بشكل خاص بالتنمية الاقتصادية والتعاون". وعبر عن اعتقاده بأن الحوار والشراكة والالتزام مفيد لكلا الجانبين، وفق تقرير لوكالة الأنباء المغربية. وكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وشددت على أن "المغرب والاتحاد الأوروبي شريكان استراتيجيان ومن المهم الحفاظ على هذه العلاقة وترسيخها". ورداً على سؤال يتعلق بإعلان الملك محمد السادس تجاوز الأزمة الدبلوماسية مع إسبانيا، أكدت فون دير لاين على ضرورة إقامة علاقات جيدة مع المغرب، بالنسبة لإسبانيا والاتحاد الأوروبي أيضاً. وقال بيدرو سانشيث، رئيس الحكومة الإسبانية، إن خطاب العاهل المغربي يشكل "فرصة سانحة" لإعادة تحديد الركائز والمعايير التي تؤطر العلاقات بين إسبانيا والمغرب. وأضاف قائلاً: "أعتقد أنه مع كل أزمة تتولد فرصة. وأعتقد أن خطاب جلالة الملك يشكل فرصة سانحة لإعادة تحديد العلاقات بين البلدين والركائز التي تقوم عليها". وحرص رئيس الحكومة الإسبانية على الترحيب بمضمون الخطاب الملكي وعبر عن امتنانه للعاهل المغربي على رؤيته بخصوص شراكة ثنائية مبنية على الثقة والتفاهم المتبادلين. وقال سانشيث: "في الواقع، فإنه انطلاقاً من الثقة والاحترام والتعاون، الحاضر والمستقبلي، يمكننا بناء علاقات أقوى من التي تجمعنا حالياً"، مشدداً على تفرد وعمق العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا. وأضاف: "لقد رأينا دائماً في المغرب شريكاً استراتيجياً لإسبانيا، لكن أيضاً لكل الاتحاد الأوروبي"، مسجلاً أن "المغرب وإسبانيا حليفان وجيران وأصدقاء". وكان العاهل محمد السادس قال، الجمعة، في خطاب بمناسبة "ذكرى ثورة الملك والشعب" إن المغرب يتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها، بيدرو سانشيث، من أجل تدشين "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، في العلاقات بين البلدين الجارين. وشدد على أن هذه العلاقات يجب أن تقوم على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات. وجاء هذا الخطاب ليطوي صفحة الفتور التي مرت بها العلاقات بين البلدين خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب استقبال سلطات مدريد زعيم البوليساريو من أجل الاستشفاء من كورونا، وكذا اقتحام أعداد هائلة من المهاجرين المغاربة والأفارقة لمدينة سبتةالمحتلة انطلاقاً من الأراضي المغربية.