أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، اليوم السبت، أن الذكرى الثانية والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب، تشكل محطة تاريخية وازنة في مسلسل استكمال الوحدة الترابية للمملكة. وأبرز السيد الكثيري، في كلمة ألقاها عبر تقنية التناظر المرئي خلال لقاء نظمته بالداخلة النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بهذه المناسبة، أن 14 غشت 1979 هي ذكرى مجيدة طافحة بأسمى القيم الوطنية الخالصة، وما تجسده من معان ودلالات رمزية عميقة تنبض بما يخالج النفوس من مشاعر التمسك بالمقومات الأصيلة والثوابت الخالدة والذود عن حمى الوطن ووحدته الترابية. وأشار إلى أن أبناء هذه الربوع الأبية كانوا على موعد مع التاريخ حينما شد الشرفاء والأعيان والعلماء والوجهاء والمجاهدون والمقاومون وممثلو كافة القبائل الصحراوية الرحال إلى الرباط عاصمة المملكة، مؤكدين ولائهم وإخلاصهم لعاهل البلاد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه، معلنين تشبثهم بهويتهم الوطنية ووفاءهم الدائم لروابط البيعة التي تجمعهم منذ الأزل أبا عن جد بالعرش العلوي المجيد. وفي هذا الصدد، يضيف السيد الكثيري، تليت بين يدي جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه نص البيعة المجددة من طرف سكان إقليم وادي الذهب لملوك الدولة العلوية، معلنين ارتباطهم الوثيق والتحامهم الدائم بوطنهم المغرب. وأضاف أنه بعد بضعة أشهر تحقق اللقاء مجددا بين مبدع المسيرة الخضراء وأبناء إقليم وادي الذهب عندما حل به يوم 8 مارس 1980 في زيارة رسمية بمناسبة تخليد الذكرى 19 لعيد العرش المجيد، حيث تجددت أواصر التلاحم المتين وتوطدت العروة الوثقى والرابطة القوية بين العرش العلوي وأبناء هذه الربوع المجاهدة، لتنطلق مسيرة البناء والنماء بالأقاليم الجنوبية وإدماجها في المجهود الوطني للتنمية الشاملة والمستدامة. وأكد أن تخليد هذه الذكرى المجيدة يعد مناسبة لاستحضار هذه الملحمة الخالدة التي صنع أمجادها أبناء هذا الإقليم الأشاوس الذين أبلوا البلاء الحسن في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية في التحام وثيق مع العرش العلوي المنيف، مخلصين لمقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية ومتشبثين بهويتهم المغربية، مجددين البيعة لملوك الدولة العلوية الشريفة. وفي هذا السياق، ذكر السيد الكثيري بانطلاقة عمليات جيش التحرير بالجنوب سنة 1956م لاستكمال تحرير بقية التراب الوطني حيث استمرت مسيرة الوحدة في عهد جلالة المغفور له محمد الخامس، باسترجاع منطقة طرفاية سنة 1958م. وتواصلت هذه الملحمة النضالية في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني بكل عزم وإيمان حيث تم استرجاع مدينة سيدي افني سنة 1969م، ثم بالمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نوفمبر 1975م. وأشار إلى أن مسلسل صيانة وتثبيت الوحدة الترابية يتواصل اليوم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعطى لتنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة الترابية للمملكة أولوية كبرى كما تجسد ذلك خطبه السامية وزياراته الميمونة المتعددة للأقاليم الجنوبية ومبادراته الشجاعة المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي الموسع في ظل السيادة المغربية والتي لقيت استحسانا متزايدا في الأوساط والمحافل الدولية. وأضاف أن الإرادة الملكية راسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة اللائقة بها التي تستجيب لتطلعات ساكنتها وتجد صداها في المشاريع المتعددة والمتنوعة القطاعية والمهيكلة، وفي التصور النوعي الذي جاء به النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم الجنوبية الذي أغنته المقاربة التنموية التشاركية المعتمدة من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من أجل إطلاق دينامية قوية وحقيقية للتنمية بهذه الأقاليم. وشدد السيد الكثيري على أن هذا الحدث يمثل مفخرة وعبرة ملهمة للناشئة والأجيال الجديدة حتى تظل على ارتباط وثيق بقيم الوطنية الصادقة والتضحية اللامشروطة وروح المواطنة الإيجابية للدفاع بشكل أفضل عن المصالح العليا للبلاد، داعيا إلى "استلهام ما يزخر به موروثنا التاريخي والحضاري من دلالات عميقة وأبعاد رمزية في مسيرات الحاضر والمستقبل". تجدر الإشارة إلى أنه، احتفاء بهذه المناسبة، أعدت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالداخلة، بمعية فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بكل من الداخلة وبئر كندوز، برامج وأنشطة فكرية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية بشقيها الوطني والمحلي.