2-2011 تجسد معركة الدشيرة التي تخلد أسرة المقاومة وجيش التحرير في 28 فبراير 2011 ذكراها ال 53، وكذا الذكرى ال 35 لجلاء آخر جندي من جنود الاحتلال الاسباني عن الأقاليم الجنوبية، جانبا من أروع صور الملاحم والبطولات الوطنية. وذكر بلاغ للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن تخليد هاتين الذكرتين يندرج في إطار استحضار محطات تاريخية بارزة في ملحمة استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية. وأضاف المصدر ذاته أن الشعب المغربي وفي طليعته أبناء الأقاليم الجنوبية واصل مسيرة النضال البطولي من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة، مجسدين مواقفهم الراسخة ارتباطاهم بمغربيتهم، إيمانا بالبيعة التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة ورافضين لكل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية. وتعتبر معركة الدشيرة بحق حلقة ذهبية ضمن سلسلة المعارك والملاحم الوطنية التي ألحق فيها جيش التحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال ما بين 1956 و 1960 ، لا زالت ربوع الصحراء المغربية شاهدة على ضراوتها كمعارك "الرغيوة" و"المسيد" و"ام لعشار" و"مركالة" و"البلايا" و"فم الواد". وأمام هذه الانتصارات المتتالية لجأت قوات الاحتلال الأجنبي إلى إبرام تحالف في معركة فاصلة خاض أطوارها جيش التحرير بالجنوب وهي معركة "اكوفيون"، وكانت هذه الوقائع شاهدة على قوة الصمود في سبيل استكمال الوحدة الترابية تعزيزا للأعمال البطولية وما صنعه المغاربة من أمجاد لإعلاء راية الوطن خفاقة في سمائه وعلى أرضه بقيادة العرش العلوي المنيف. وأضافت المندوبية السامية أن المغرب قدم جسيم التضحيات في مواجهة الاستعمار الذي جثم بثقله على التراب الوطني قرابة نصف قرن وقسم البلاد إلى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال والجنوب، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام حكم دولي، وهذا ما جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب خلالها تضحيات كبيرة في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال والصيغ لتحقيق الحرية والخلاص من ربقة الاستعمارين الفرنسي والإسباني المتحالفين ضد وحدة كيان المغرب إلى أن تحقق الاستقلال في 16 نونبر 1955. وأضاف المصدر ذاته أن انتهاء عهد الحجر والحماية لم يكن إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال. وفي هذا السياق ،كانت ملاحم التحرير بالجنوب سنة 1956 لاستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني حيث استمرت مسيرة الوحدة في عهد بطل الحرية والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه الذي تحقق على يديه استرجاع طرفاية سنة 1958 بفضل العزم الأكيد والإرادة القوية والإيمان الراسخ والالتحام الوثيق بين العرش والشعب وترابط المغاربة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. وتواصلت هذه الملحمة النضالية في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه بكل عزم وإيمان وإصرار وتكللت باسترجاع مدينة سيدي افني سنة 1969 ، وبالمسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية ملك استطاع بأسلوب حضاري فريد يرتكز على قوة الإيمان بالحق استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حظيرة الوطن. وكان النصر حليف الإرادة الوطنية، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976 مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية، لتتكلل الملحمة الغراء باسترجاع إقليم وادي الذهب إلى حظيرة الوطن يوم 14 غشت 1979. وأبرزت المندوبية السامية أن المغرب يواصل اليوم مسيرته الحضارية بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس دفاعا عن مقدسات الوطن وانخراطا في المسار التحديثي للمغرب على كافة الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفقا لمتطلبات المرحلة التي تقتضي اندماج كافة فئات الشعب المغربي في مسلسل التنمية الشاملة والمستدامة وإعلاء صروح الديمقراطية وصيانة الوحدة الترابية وتثبيت مغربية الأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية. وأضاف المصدر ذاته أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد هذين الحدثين العظيمين، تتوخى إبراز المعاني العميقة من أحداث الكفاح الوطني الطافح بالأمجاد والبطولات وتعريف الأجيال الصاعدة واللاحقة بما يزخر به تاريخ المغرب من كنوز ثمينة تمشيا مع روح التوجيهات الملكية السامية القاضية بضرورة "إيلاء تاريخنا المجيد ما هو جدير به من عناية واهتمام واستحضار بطولات الشهداء لتمثل جهادهم المتفاني والتنويه بالأدوارالطلائعية التي قام بها الوطنيون والمقاومون والعلماء ورجال السياسة وطبقة الفلاحين والعمال وسائر فئات وشرائح المجتمع من أجل الحرية والاستقلال والوحدة، والتزود بما يطفح به تاريخنا المجيد من قيم سامية ومعاني عميقة واستلهامها في ملاحم بناء الحاضر الزاهر بتجند تام تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله".