تظاهر عشرات آلاف الأشخاص السبت في فرنسا احتجاجا على التدابير التي فرضتها الحكومة لمكافحة الطفرة الجديدة من الإصابات بوباء كوفيد-19 الناجمة عن المتحورة دلتا. وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين ب11 ألفا في باريس وحوالى 150 ألفا في نحو مئة مدينة بينها مرسيليا (جنوب) حيث سار الآلاف من جميع الأعمار هاتفين "ماكرون لا نريد شهادتك الصحية". وفي باريس، تجمع متظاهرون معظمهم من "السترات الصفر"، الحركة الاحتجاجية المعادية لسياسة الحكومة الاجتماعية التي عمت فرنسا لأكثر من عام قبل أن تنحسر مع تفشي الوباء، وساروا انطلاقا من ساحة الباستيل بجنوب شرق العاصمة. وتخللت التظاهرة حوادث متفرقة بين شرطيين على دراجات نارية ومتظاهرين، على ما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس. كما تجمع الآلاف معظمهم بدون كمامات، على وقع النشيد الوطني الفرنسي في ساحة تروكاديرو بغرب باريس، تلبية لدعوة النائب الأوروبي السابق من أقصى اليمين فلوريان فيليبو. وهتف المتظاهرون القادمون من باريس والمحافظات والمتجمعون حول منصة نصبت من حولها أعلام فرنسية "حرية حرية"، فيما رفعت لافتة كتب عليها "حرية، لست فأر مختبر". وأفاد وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة عن "توقيف تسعة أشخاص" في باريس حيث جرت حوادث على مقربة من جادة الشانزيليزيه. وكتب "أندد بأقصى الحزم بالسلوك العنيف الذي استهدف بعض الشرطيين وعناصر الدرك والصحافيين". وتسجل هذه الحركة في وقت يؤيد الفرنسيون بغالبيتهم القرار الذي اتخذه الرئيس إيمانويل ماكرون في 12 تموز/يوليو بفرض التلقيح الإلزامي للعاملين الصحيين وبعض المهن الأخرى، تحت طائلة فرض عقوبات. كما يحظى توسيع نطاق فرض الشهادة الصحية التي تفيد إما عن تلقي لقاح كامل وإما عن الخضوع لاختبار حديثا أعطى نتيجة سلبية، ليشمل معظم الأماكن العامة، بتأييد غالبية من الفرنسيين، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه غداة إعلان هذا الإجراء. وبعدما كانت مطبقة على أماكن الترفيه والثقافة، ستشمل الزامية حمل التصريح الصحي اعتبارا من آب/أغسطس المقاهي والمطاعم والقطارات. وأدى إعلان ماكرون هذه التدابير الجديدة إلى تسريع وتيرة حملة التلقيح في فرنسا، فارتفع عدد الذين تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح الجمعة إلى 39 مليون نسمة، ما يمثل 58% من التعداد السكاني الإجمالي، فيما تلقى 48% اللقاح بالكامل. وبعد انحسار الوباء في الربيع، تسجل فرنسا زيادة حادة في الإصابات تحت تأثير المتحورة دلتا الشديدة العدوى، مع ارتفاع العدد من 4500 إصابة في 9 تموز/يوليو إلى حوالى 21500 الجمعة. كما تسبب الوباء بأكثر من 110 آلاف وفاة حتى الآن في فرنسا، بحسب الموقع الرسمي "سانتي بوبليك فرانس". وتجمع التظاهرات ضد التدابير الحكومية معارضين للكمامات ومعارضين للقاحات ومعارضين للحجر، يرفعون مطالب مختلفة. وكان أكثر من 110 آلاف شخص تظاهروا السبت الماضي في جميع أنحاء فرنسا ضد اللقاحات و"الديكتاتورية" والشهادة الصحية.