تولى خوسيه مانويل ألباريس، الوزير الجديد للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، حقيبته الوزارية، حسب جريدة "الباييس" الإسبانية، ببادرة انفراج واضحة تجاه المغرب، في محاولة من إسبانيا لإعادة العلاقات معه. "يجب أن نعزز علاقاتنا، خاصة مع المغرب، صديقنا العظيم". هكذا تحدث الباريس بهذه الكلمات في مرحلة دقيقة، لم يتم فيها بعد تجاوز الأزمة الدبلوماسية بعد، التي استفحلت مع دخول أكثر من 10000 نازح إلى سبتة المحنلة في مايو الماضي، لكنها بدات في ديسمبر عندما اعترفت الولاياتالمتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وبدأ المغرب بالضغط على إسبانيا لكي توجه سياستها في نفس الاتجاه. وقد تم تفسير رحيل الوزيرة السابقة أرانشا غونزاليس لايا، على أنه بادرة لفتح الحوار مع المغرب كونه أحد الشركاء الرئيسيين في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية. وجذير بالذكر ان الوزيرة السابقة ارانشا غونزاليس لايا، على الرغم من ان وزارة الداخلية الاسبانية كان لها موقف صريح بشأن هذا القرار، الا أنها حرصت على الترحيب بزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا، الشيء الذي أزعج الرباط وتسبب في توقف المغرب عن التعامل معها كمحاورة صالحة في الشؤن الدبلوماسبة. وفي سياق آخر، كان قد أكد الأكاديمي والمحلل السياسي، الشرقاوي الروداني، أن إسبانيا مطالبة بالنظر، من خلال "سياسة واقعية وعقلانية"، إلى المملكة المغربية وإعادة تموقعها، مضيفا أن إقالة وزيرة الشؤون الخارجية لن تغير شيئا طالما هناك تصور إسباني متحجر عن الجار الجنوبي. وأوضح السيد الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "إسبانيا مطالبة بالنظر، من خلال سياسة واقعية وعقلانية، بنظارات جديدة إلى المملكة المغربية وإعادة تموقعها على شتى الأصعدة داخل المنطقة ومحيطها". وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الأزمة مع إسبانيا أظهرت أن الخلافات بعيدة كل البعد من أن تكون مجرد سوء فهم دبلوماسي. وتابع قائلا "في ضوء تطورات هذه الأزمة، من الجلي أن المشكلة مع إسبانيا هيكلية وأن تغيير وزيرة الشؤون الخارجية لن يغير شيئا طالما هناك تصور إسباني متحجر عن المغرب. وأضاف أن التعديل الوزاري في الحكومة الإسبانية، رغم أنه يظهر وجود تناقض ملحوظ في تدبير الأزمات الكبرى، يظل شأنا سياسيا داخليا ذا بعد خارجي، مشيرا إلى أن "الأشخاص ليسوا هم من يصوغ السياسة في مدريد، بل مؤسسات تطغى عليها، للأسف، خصومات تاريخية مع المملكة المغربية". من جهة أخرى، اعتبر السيد الروداني، المتخصص في العلاقات الدولية، أن إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، عقب التعديل الوزاري الواسع الذي تم إجراؤه أمس السبت، عجلها التدبير الكارثي لقضية "غالي غيت". وأردف قائلا "يأتي التعديل الوزاري في إسبانيا في سياق أزمة سياسية داخلية، اتسمت بتورط وزيرة الشؤون الخارجية في التدبير الكارثي لقضية +غالي غيت+، والذي تجلى في استضافة زعيم انفصاليي (البوليساريو) بهوية مزيفة ووثائق مزورة". وأشار الخبير في القضايا الاستراتيجية والأمنية أيضا إلى تداعيات هذه القضية على المستوى الثنائي مع المملكة المغربية، الشريك الجاد والموثوق للاتحاد الأوروبي، وإلى التدبير الإسباني الكارثي لهذا الملف من خلال محاولة إضفاء طابع أوروبي على الوضع الذي أدى إلى فشل مدريد. وأكد السيد الروداني أن العديد من الشخصيات السياسية والأمنية الإسبانية قد أعابوا على حكومة سانشيز ضعف الخبرة والحساب الفوضوي للمعادلة المغربية.